تفاعل رائع من الجالية لدفن الحسيني الذي وافته المنية وحيدا بسبب نزيف حاد في المخ
أخبار كندا – خالد سلامة
لم يكن عمرو الحسيني الشاب الذي لم يتجاوز 36 عاما من عمره يدرك كم يتشوق متابعوه على وسائل التواصل الاجتماعي لتعلم الوصفات المبتكرة للمأكولات الرمضانية وغير الرمضانية والأطباق الشهية والحلويات التي يبرع الحسيني في إعدادها ليس فقط عن طريق الوصفات ولكن أيضا عن طريق التصوير والتقديم
عمرو الحسيني الذي درس فن التصوير والسينما والتسويق في أحد معاهد تورنتو كان ينظر للطعام بعين الفنان وكان ينظر للكاميرا بعين الذواقة الذي يعرف جيدا كيف يختار الزوايا والألوان ليخرج لقطات بنكهة الحياة ولكن الحياة قررت في لحظة سريعة أن تتخلى عنه
خبر حزين طاف صفحات الفيس بوك وخاصة الجروب الذي كان عمرو يحرص على التفاعل معه الخبر مقتضب لقد رحل عنا عمرو الحسيني بعد أن كان وسط الجميع ليس فقط في تورنتو حيث يقيم ولكنه كان مع العشرات الذين يتابعون فنه وأطباقه وعروضه في أكثر من قارة في ظل تواجد الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي في ظروف انتشار كورونا
كيف رحل عنا عمرو الحسيني وهل هي كورونا ؟ يجب عن هذا التساؤل خالد فليفل الذي يلقبه كل من يعرفه بلقب ” مولانا ” حيث أنه من أنشط الرجال المحترمين في الجالية العربية والمصرية
يقول فليفل على عكس ما يظن الناس في هذه الظروف فقد راح عمرو الحسيني ضحية نزيف حاد في المخ فاجأه على ما يبدو وهو وحيدا في المنزل حيث يعيش بمفرده ويبدو أن الحسيني اتصل بالإسعاف التي أتت لتنقله إلى مستشفى سان مايكل في تورنتو حيث تم التشخيص أنه نزيف في المخ أدى للوفاة
مستشفى سان مايكل لم تدري بمن تتصل لترتيب إجراءات الدفن حين لا يوجد له أقارب في كندا ويبدو أن الحسيني أعطى المستشفى قبل وفاته رقم أخته وعائلتها التي تقيم في العاصمة البريطانية لندن وبالفعل اتصلت المستشفى بأخته التي رتبت للسفر على الفور لتحضر إلى تورنتو ولكن الغريب أنه بعد أن اشترت التذاكر وتوجهت للمطار لم يتم السماح لها بركوب الطائرة لسبب غير معلوم حاليا
يقول خالد فليفل عندما علمنا بخبر الوفاة وتأكدنا من أن ليس له أقرباء قررنا فورا أن نكون نكون جميعا في الجالية إخوانه وأقرباءه وعائلته كما كان يشعر بيننا في الحياة وكما كان يسعدنا بطريقته المبهجة ويضيف فليفل قررت على الفور إنشاء صفحة تبرعات
تخصص للصرف على الإجراءات النهائية لدفن وتغسيل الفقيد Go Fund Me
أسرة الفقيد أعربت عن رغبتها في دفنه في تورنتو بسبب ظروف الطوارئ وكورونا وصعوبة الشحن والطيران وغيرها
يقول فليفل كان التفاعل حول صفحة التبرعات وهي الصفحة الوحيدة لهذا الغرض بالمناسبة إن التفاعل كان رائعا لم تمض دقائق حتى تجاوزت التبرعات الهدف المرجو والذي كان عند عشرة آلاف دولار لتغطية كل نفقات الجنازة والدفن
تفاعل رائع من الجميع دون انتظار
ويوضح خالد فليفل أنه بالرغم من أنه قام بعمل صفحة تبرعات إلا أن ذلك لا يعنى أبدا أنه كان هناك تقاعس من الجميع عن عمل الخير ودعم المتوفي حيث يقول فليفل لا تتصوروا عدد المتطوعين الذين اتصلوا بي وعرضوا التكفل بالكامل بمصروفات الجنازة وأي مصروفات أخرى حيث يعد ذلك عملا رائعا وشهامة حقيقة من أفراد الجالية الذين يثبتون أنهم صفا واحدا حين يجد الجد
وعن الترتيبات النهائية للدفن والجنازة يقول فليفل إن جامع صلاح الدين في سكاربورو سوف يتولى الترتيبات النهائية علما بأن الجنازة لن تكون حاشدة بسبب ظروف كورونا الحالية
ألف رحمه ونور عليك يا عمرو، ربنا يوسع لك في قبرك مدد بصرك ويرزقك الفردوس الأعلى من الجنة دون حساب ولا سابقة عذاب… الله يلطف بيك ويرحمك يا قلبي