تصعيد في جنوب لبنان يسابق جهود إنهاء الحرب
كتب – فريق التحرير
تصاعدت حدة المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله»، أمس الأحد، وتكثفت الغارات الإسرائيلية على الجنوب ومحافظة بعلبك الهرمل في البقاع، وامتدت إلى شمال بيروت مرتكبة مجزرة مروعة في بلدة علمات، بينما وسع «حزب الله» دائرة استهدافاته وقصف مواقع إسرائيلية في الجليل وصولاً إلى عكا ونهاريا وحيفا، واستهدف موقعاً في الجولان السوري المحتل للمرة الأولى، في وقت تجددت الاشتباكات في المنطقة الحدودية مع محاولات جديدة للتوغل البري، حيث تصدى لها مقاتلو «حزب الله» وأوقعوا فيها خسائر بشرية، في حين أعلن لبنان، أنه يعتزم تعزيز انتشار الجيش في جنوبي البلاد
واشتبك «حزب الله» مع قوة إسرائيلية متسللة عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة عيترون جنوب لبنان، مشيراً إلى إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح. وقال الحزب إنه استهدف مستوطنات إيفن مناحم وزورعيت وشوميرا وشتولا وكريات شمونة شمالي إسرائيل برشقات صاروخية، وقاعدة شراغا شمالي مدينة عكا بصلية صاروخية
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، من جانبها، أن عدة أشخاص أصيبوا بإطلاق صاروخ مضاد للدروع على بلدة المطلة في الجليل الأعلى. وذكر الجيش الإسرائيلي أنه رصد 10 صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه الجولان وتم اعتراض بعضها، بينما سقط الباقي في مناطق مفتوحة. كما قال إنه رصد نحو 15 صاروخاً أطلقت باتجاه الجليل الأعلى والغربي، وسقطت في مناطق مفتوحة، مؤكداً اعتراض صواريخ أخرى. وأفادت بلدية نهاريا شمالي إسرائيل، باعتراض صواريخ أطلقت على شرق وشمال المنطقة، في وقت أكدت فيه صحيفة «إسرائيل اليوم» إصابة 3 أشخاص في سقوط صاروخ بمنطقة مفتوحة قرب نهاريا
ومن جانبها، أشارت الوكالة الوطنية للإعلام إلى غارة إسرائيلية نادرة شمال بيروت، طالت تحديداً بلدة علمات في قضاء جبيل. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أن 38 شخصاً على الأقل قتلوا في غارات إسرائيلية على لبنان، أمس الأحد، بينهم 23 في غارة واحدة على بلدة علمات شمال بيروت. وأضافت أنه تم رفع «أشلاء من المكان يتم التدقيق في هوية أصحابها ما يرجح ارتفاع عدد الضحايا
وفي شرق لبنان، قتل 12 شخصاً على الأقلّ في غارات إسرائيلية، على ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية في بيانات متتالية. وأفادت الوزارة ب«مقتل أربعة أشخاص وإصابة شخص واحد بجروح» في غارة إسرائيلية على زغرين في منطقة بعلبك الهرمل، وعن «سقوط أربعة قتلى» في غارة إسرائيلية أخرى على شعث في منطقة بعلبك الهرمل كذلك، فيما قتل شخص آخر وأصيب 7 آخرون في غارة إسرائيلية على سرعين. وقالت الوزارة كذلك إن ثلاثة أشخاص قتلوا في غارة إسرائيلية على بلدة بدنايل في منطقة بعلبك الهرمل. كذلك، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على منزل في مدينة بعلبك بشرق لبنان، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، من دون أن يسبقها إنذار بالإخلاء
من جهته، أعلن «حزب الله» أنه استهدف للمرة الأولى برشقة صواريخ موقع أفيتال للاستطلاع الفني والإلكتروني بالجولان السوري المحتل. كما أعلن، أمس الأحد، استهداف تجمع لقوات الجيش الإسرائيلي بين بلدتي حولا ومركبا جنوبي لبنان برشقة صاروخية، مواصلاً استهداف الجليل الأعلى.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب إن «لبنان عازم على تعزيز انتشار قواته المسلحة في الجنوب». وأضاف في كلمته خلال الاجتماع الوزاري العربي الإسلامي في الرياض: «قررت الحكومة اللبنانية تطويع وتدريب نحو 1500 عسكري، تمهيداً لإرسال 5 آلاف جندي إضافي، لينضموا إلى نحو 4500 موجودين أصلاً في هذه المنطقة». وأوضح الوزير: «عبّر لبنان بوضوح عن موقفه ورؤيته لحل مستدام عبر المطالبة أولاً بوقف فوري لإطلاق النار، وإعادة الهدوء والاستقرار إلى الحدود، وعودة كافة النازحين من جانبي الحدود إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم، من خلال التطبيق الشامل والمتوازي لقرار مجلس الأمن 1701. كما شدد على «تمسك لبنان بقوات حفظ السلام العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، وتقديره لما تقدمه من تضحيات، وإدانته لأي اعتداء يطال أفرادها أو مقارها