تصاعد القتال عبر حدود لبنان واستهداف منزل نتنياهو
كتب – فريق التحرير
شهدت المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله» تصاعداً ملحوظاً أمس السبت، وتواصلت الغارات على مناطق متعددة من لبنان في حين قصف «حزب الله» مواقع إسرائيلية عدة. وكان أبرز استهدافاته منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيسارية بمسيرة من طراز متفرد، وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بتعزيز حالة التأهب حول كل رموز السلطة في إسرائيل عقب استهداف منزل نتنياهو، وبالتوازي تواصلت الاشتباكات عبر الحدود وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه وصل إلى أعمق نقطة في الأراضي اللبنانية، بينما أعلن «حزب الله» نسف عدد من المركبات الإسرائيلية ونصب كمائن لقوات متوغلة
شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على أكثر من 35 بلدة جنوبية أوقعت في بعضها عدداً من القتلى والجرحى ودمرت في بعضها الآخر مباني سكنية بكاملها. كما شنت خمس غارات متتالية على حارة حريك في الضاحية الجنوبية خلال وقت قياسي بعد ظهر أمس. وقبل ذلك، استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة من نوع هوندا بثلاثة صواريخ عند اتوستراد جونية، وكان في داخلها رجل وزوجته قيل: إن المستهدف هو قيادي عسكري في مخابرات «حزب الله». كما أغارت المقاتلات الإسرائيلية على شقيف والخيام وكفركلا وصريفا، بالإضافة إلى قانا وكفرا ورشكنانية، فيما تعرضت كفرشوبا والخيام وسهل مرجعيون لقصف مدفعي إسرائيلي. وفي البقاع استهدفت غارة إسرائيلية بلدة زلايا في البقاع الغربي. كما أغار الطيران الحربي على محيط بلدة بعلول في البقاع الغربي، استهدفت شقة سكنية ما أدى إلى سقوط أربعة قتلى بينهم رئيس بلدية سحمر حيدر شهلا وعدد من الجرحى
وبالمقابل، أفاد «حزب الله» بأنه قصف مدينة صفد في شمال إسرائيل بالصواريخ، بعيد تبنيه استهداف منطقة حيفا، فيما ذكر الجيش الإسرائيلي أن 115 مقذوفة على الأقل أطلقت من لبنان. وضربت طائرة مسيرة انطلقت من لبنان منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قيسارية، وأحدثت انفجاراً كبيراً. وقال ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي: «إن طائرة مسيرة أُطلقت من لبنان وأصابت بشكل مباشر منزل نتنياهو في قيسارية». وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن انفجار الطائرة المسيرة بمنزل نتنياهو في قيسارية أحدث دوياً كبيراً
وأكدت إذاعة الجيش أن المسيرة هي من طراز تلك التي أصابت معسكر غولاني ويصعب اعتراضها. ونقل موقع «والا» أن المسيرة التي أصابت منزل نتنياهو بقيسارية انفجرت رغم مطاردة مروحيات عسكرية إسرائيلية لها طيلة الوقت. أورد مكتب نتنياهو في بيان أن «رئيس الوزراء وزوجته لم يكونا هناك ولم يوقع الحادث أي ضحايا
أفاد صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن مكتب رئاسة الحكومة رفض الإفصاح عن مكان نتنياهو وقت انفجار المسيرة في قيسارية. كما أشارت إلى تعزيز حالة التأهب حول كل رموز السلطة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن الرقابة العسكرية تحظر نشر خبر استهداف منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قيسارية رغم أن الجميع يعرف ذلك. وفي وقت لاحق، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية مقطعاً مصوراً لنتنياهو وهو يسير في إحدى الحدائق. وقال في المقطع الذي صوره أحد مساعديه: «لن يثنينا شيء، سنستمر حتى النصر»، حسب تعبيره
وقبل ذلك، أعلن الحزب قصف قاعدة عسكرية قرب حيفا في شمال إسرائيل. وأضاف «حزب الله»، حسبما ذكرت وكالة الإعلام اللبنانية، أنه قصف «قاعدة ناشر العسكرية شرق حيفا بصلية صاروخية نوعية كبيرة»، وذلك بعد أيّام من إعلانه إطلاق «مرحلة جديدة وتصاعدية» في المواجهة مع إسرائيل. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بوقوع قتيل و14 مصاباً في سقوط صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه الجليل وخليج حيفا أمس السبت، فيما تحدث أوساط إسرائيلية عن إخلاء بعض التجمعات السكنية في مناطق الجليل
وفي الأثناء، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «حزب الله» والجيش الإسرائيلي. وبينما قال الحزب، إنه نسف عدداً من الدبابات وأوقع جنودها بين قتيل وجريح، أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده تقدموا إلى أبعد مسافة في جنوب لبنان منذ بدء التوغل البري في نهاية الشهر الماضي
وقال الجيش الإسرائيلي، في إفادة أمس السبت: إن الفرقة 98 داهمت مقراً لحزب الله «في أعمق منطقة تعمل فيها قوات الجيش الإسرائيلي حتى الآن في العمليات البرية في لبنان». وعلى صعيد آخر، تسلّمت قوة من مخابرات الجيش اللبناني بواسطة الصليب الأحمر، أمس، مدنياً سبقَ أن اعتقلته قوة إسرائيلية أثناء توغلها في بلدة كفركلا. وذكرت المعلومات أنه جرى إطلاق سراح إيهاب سرحان قرب مركز قوات «اليونيفيل» في محلّة اللبونة
وكان الجيش اللبناني قد قال في وقت سبق، إنه أسر عدداً من مقاتلي «حزب الله»، لكن أوساط محلية أفادت بأن الأسرى المعلن عنهم مزارعون لا علاقة لهم بالنشاط المسلح للحزب