مفاوضات غزة تتقدم بضغط أمريكي مزدوج
تتجه المفاوضات الجارية للتوصل إلى هدنة في غزة باتجاه إحداث اختراق إيجابي، مع تكثيف الوسطاء جهودهم، ووجود ضغط أمريكي مزدوج من إدارتي الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن والمنتخب دونالد ترامب، فيما يتخوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تفكك حكومته، إذا أثرت الصفقة المتوقعة بشأن تبادل الأسرى والرهائن في ائتلافه الحاكم
ووصل وفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى إلى قطر، أمس الأحد، في إشارة محتملة إلى اقتراب التوصل إلى اتفاق بعيد المنال حتى الآن. ويضم الوفد رئيس الموساد دافيد برنياع ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار ورئيس ملف احتجاز الرهائن في الجيش نيتسان ألون. وأكدت مصادر مطلعة في العاصمة القطرية، الدوحة، حدوث تقدم كبير، وأن الطريق بات مفتوحاً للتوصل إلى اتفاق، ما لم يحدث تطور غير متوقع من الجانب الإسرائيلي في اللحظات الأخيرة. ونقلت وسائل إعلام عبرية، أن الوسطاء كثّفوا، جهودهم لعقد لقاءات غير مباشرة بين «حماس» وإسرائيل، وأدى ذلك إلى تحقيق تقدّم في المفاوضات وباتت تفاصيل الصفقة شبه مكتملة
وعكست التقارير الإسرائيلية حالة من التفاؤل في إسرائيل وفي كواليس الإدارتين الأمريكيتين، في ظل معلومات عن تفاهمات حول مرحلتين للصفقة المحتملة. وتشمل المرحلة الأولى إطلاق سراح 34 محتجزاً إسرائيلياً في غزة مقابل شهر ونصف الشهر من وقف إطلاق النار في القطاع، وإطلاق سراح نحو ألف أسير فلسطيني، بينما تبدأ المفاوضات حول المرحلة الثانية بعد مرور أسبوع من بدء تطبيق المرحلة الأولى، وتتضمن مفاوضات هذه المرحلة إطلاق سراح ما تبقى من المحتجزين الإسرائيليين مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وفترة وقف إطلاق نار ثانية لمدة شهر ونصف الشهر. كما تتضمن مفاوضات المرحلة الثانية بحث ترتيبات وقف الحرب، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة
في حال التوصل إلى اتفاق حول المرحلة الثانية يجري بحث المرحلة الثالثة التي تتضمن إعادة إعمار قطاع غزة وإدارة القطاع
وفي الأثناء، تحدث نتنياهو مساء أمس الأحد، مع بايدن، وأطلعه على التقدم المحرز في المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة.وجاء في بيان لمكتب نتنياهو: بحث رئيس الوزراء مع الرئيس الأمريكي التقدم المحرز في المفاوضات للإفراج عن رهائننا وأطلعه على التفويض الذي منحه لفريق التفاوض في الدوحة، بهدف الدفع قدما نحو الإفراج عن الرهائن.وقال البيت الأبيض في بيان بعد الاتصال الهاتفي إن بايدن ونتنياهو ناقشا الجهود الجارية للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال في القطاع الفلسطيني وتحرير الرهائن المتبقين هناك، وعددهم 98
وفي تطور آخر، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن نتنياهو عزل وزراءه، عن مفاوضات صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، التي دخلت مرحلتها الحاسمة الأخيرة، في مؤشر على تقدُّم مهم يحرص المسؤولون الإسرائيليون على القول إنه غير نهائي، بينما يعارضه اليمين الإسرائيلي بشدة
وتأتي هذه الخطوات في ظل اقتراب انتهاء ولاية بايدن وتولي ترامب منصبه الأسبوع المقبل وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الأحد، بأن صفقة التبادل وإنهاء الحرب تبدو قريبة، ناقلة عن مسؤولين تفاؤلهم بذلك، لا سيما بعد الضغوط التي مارسها ستيفن ويتكوف مبعوث ترامب وبريت ماكغورك مبعوث الإدارة الحالية في اجتماعات الدوحة
وأكدت «يديعوت أحرونوت» أن الهدف من المفاوضات الجارية هو صياغة صفقة في غضون 8 أيام، أي قبل تنصيب ترامب يوم 20 يناير الجاري
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله «هذه المرة هناك تفاؤل، ويبدو الأمر أقرب من أي وقت مضى» بعد محادثات استمرت لأسابيع، وفق تعبيره
لكن المصادر العبرية تشير أيضاً لدور مبعوث ترامب الخاص، ستيف فيكتوف، الذي وصل تل أبيب بشكل مفاجئ بعدما مكث في الدوحة، ومرّر رسالة مشابهة لرسالة مكغورك حول الحاجة لإنجاز صفقة تبادل قبل دخول الرئيس الجديد للبيت الأبيض، بعد ثمانية أيام. وترى أوساط في تل أبيب أن الرسائل المتطابقة بين مبعوثي بايدن وترامب تعني أنه لا يوجد فارق في الموقف الأمريكي، الذي يبدو أنه يسعى إلى طي هذه الأزمة للتفرغ إلى قضايا قد تكون مطروحة على الإدارة المقبلة