التطبيع الأمريكي مع السلطة السورية الجديدة ينتظر ترامب
كتب – فريق التحرير
أعلنت السلطات السورية الجديدة، الليلة قبل الماضية، أنها تريد المساهمة في «السلام الإقليمي» وبناء شراكات استراتيجية مع دول المنطقة، مشددة على أنها ترفض الاستقطاب وتقف «على مسافة واحدة» من جميع الأطراف في المنطقة، فيما كشف مسؤولون أمريكيون أن واشنطن تدرس رفع «هيئة تحرير الشام» من قائمة الإرهاب، بعدما أبلغته بإلغاء المكافأة المالية التي رصدت لاعتقاله، لكنهم رجحوا أن يتم اتخاذ هذا القرار في عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب، بينما أعلن وزير الخارجية التركي أنه يستعد للقاء الإدارة الجديدة في سوريا، في وقت قدم عضوان في الكونغرس الأمريكي مشروع قانون لفرض عقوبات على تركيا بسبب الأعمال العسكرية التي يقوم بها حلفاؤها ضد الأكراد في شمال سوريا، في حين أعادت قطر فتح سفارتها في دمشق وجرى رفع علمها فوق المبنى
وعقب أول لقاء رسمي بين زعيم «هيئة تحرير الشام» أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) ووفد دبلوماسي أمريكي، شددت السلطات الجديدة في دمشق في بيان على «دور سوريا في تحقيق السلام الإقليمي وبناء شراكات استراتيجية مميزة مع دول المنطقة». كما أعلنت هذه السلطات في بيان أن سوريا تقف «على مسافة واحدة» من جميع الأطراف الإقليميين وترفض أي «استقطاب». وأشار البيان إلى «وقوف الشعب السوري على مسافة واحدة من كافة الدول والأطراف في المنطقة دون وضع سوريا في حالة استقطاب
من جهة أخرى، كشف مسؤولون أمريكيون أنهم سيدرســـون رفع تصنيف «هيئة تحرير الشام» كمنظمة إرهابية إذا أظهرت الجماعة أنها سوف تحكم بطريقة «شاملة» ومسؤولة، مشيدين بوعود أحمد الشرع قائد العمليات العسكرية
ومن المرجح أن يقع مثل هذا القرار على عاتق الإدارة القادمة للرئيس المنتخب دونالد ترامب وقد يستغرق تنفيذه شهوراً أو أكثر، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست». وكانت مبعوثة أمريكية أبلغت الجولاني، أمس الأول الجمعة، بإلغاء المكافأة المالية المخصصة لمن يدلي بمعلومات تساعد في اعتقاله، بينما رحبت بـ«الرسائل الإيجابية» التي أعرب عنها خلال المحادثات معه وتضمنت تعهداً بمحاربة الإرهاب. وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف إنها أبلغت الشرع بـ«الحاجة الملحة لضمان عدم قدرة الجماعات الإرهابية على تشكيل تهديد داخل سوريا أو خارجها، بما في ذلك على الولايات المتحدة وشركائنا في المنطقة». وأضافت ليف للصحافة بعد لقائها الزعيم الجديد في دمشق «أحمد الشرع التزم بذلك». وتابعت «بناءً على محادثاتنا، أبلغته بأننا لن نتابع تطبيق عرض برنامج مكافآت من أجل العدالة الذي كان ساريا منذ سنوات عدة». وقالت ليف إن الشرع «أظهر أنه براغماتي»، لافتة إلى أن المحادثات معه كانت «جيدة جدا ومثمرة جداً ومفصلة
في غضون ذلك، قدم عضوان بمجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون مشتركاً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي من شأنه فرض عقوبات على تركيا، مشيرين إلى مخاوف بشأن العمل العسكري الذي تقوم به أنقرة أو الجماعات التي تدعمها في شمال سوريا.
وقدم عضوا مجلس الشيوخ الديمقراطي كريس فان هولن والجمهوري ليندسي غراهام «قانون مواجهة التهديد التركي لعام 2024» على أمل أن يدفع التهديد بالعقوبات الأطراف نحو وقف إطلاق النار. لكنهما قالا إن واشنطن ينبغي أن تعمل مع تركيا دبلوماسياً لتسهيل وقف إطلاق النار المستدام و(إنشاء) منطقة منزوعة السلاح بين تركيا وسوريا. وقالا في بيان «تهدف هذه العقوبات إلى منع المزيد من الهجمات التركية أو المدعومة من تركيا على قوات سوريا الديمقراطية، والتي تنذر بإعادة ظهور تنظيم «داعش»الإرهابي مما يهدد الأمن القومي للولايات المتحدة وبقية العالم
ومن جهته، أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أنه يخطط لزيارة دمشق ولقاء مسؤولي الإدارة السورية الجديدة. واعتبر فيدان في حوار مع قناة «فرنسا 24» أمس «أن أنقرة لم ترصد انخراط»هيئة تحرير الشام«في أي أنشطة إرهابية خلال السنوات الـ 10 الأخيرة، مردفاً :«هذا ليس تقييمنا نحن فحسب، بل هذا ما خلصت إليه أجهزة الاستخبارات الغربية أيضاً
إلى ذلك، أعادت قطر، أمس السبت فتح سفارتها الواقعة في حي أبو رمانة الراقي بعد 13 عاماً من إغلاقها. ورفع العلم القطري فوق مبنى السفارة الذي فتحت أبوابه منذ ساعات الصباح بينما انهمك عمّال في تنظيف البناء وباحته وإزالة كتابات عن جدرانه. وقطر هي الدولة الثانية التي تعيد رسميا فتح سفارتها في العاصمة السورية، بعد تركيا، منذ سقوط النظام السابق في الثامن من كانون الأول/ديسمبر