إبادة جماعية في غزة بشهادات جنود إسرائيليـين
كتب – فريق التحرير
اتهمت منظمات دولية، إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وممارسة تطهير عرقي في قطاع غزة تم ارتكابها على مدى 14 شهراً من العدوان المتواصل، ونشر الإعلام العبري شهادات جنود إسرائيليين تكشف عن ممارسات مروعة في غزة، بينما واصل الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، ارتكاب المجازر بحق المدنيين والنازحين، وأوقعت سلسلة غارات عشرات القتلى والجرحى معظمهم أطفال ونساء، خصوصاً في جباليا شمالي القطاع
وقال الأمين العام لمنظمة «أطباء بلا حدود» كريستوفر لوكيير، أمس: «نرى مؤشرات واضحة إلى تطهير عرقي، إذ إن الفلسطينيين يُهجّرون قسراً ويتم حصارهم وقصفهم
وأشار التقرير الذي يحمل عنوان «غزة: الحياة في مصيدة الموت»، إلى أن «موظفي أطباء بلا حدود تعرّضوا ل41 هجوماً، بما في ذلك غارات جوية وقصف وتوغلات عنيفة في المرافق الصحية، ونيران مباشرة على مراكز واستهداف مباشر لمراكز الإيواء الخاصة بها وقوافلها والاحتجاز التعسفي من قبل القوات الإسرائيلية»، مضيفاً أن «موظفي المنظمة اضطروا لإخلاء المرافق الصحية بشكل عاجل في 17 حادثة منفصلة». وأكدت المنظمة أن القوات الإسرائيلية «منعت طوال العملية العسكرية دخول المواد الأساسية كالغذاء والماء والإمدادات الطبية إلى القطاع»، مضيفة: «إن إسرائيل كانت ترفض أو تؤخر أو تستغل المساعدات الإنسانية، وتسمح بدخول كميات ضئيلة من المساعدات إلى غزة مع تجاهل كامل للاحتياجات الفعلية ومستوى معاناة السكان
وبدورها، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية إسرائيل بارتكاب «أعمال إبادة جماعية» في الحرب على غزة. وفي تقرير جديد ركّز على المياه، قالت المنظمة الحقوقية: «السلطات الإسرائيلية فرضت عمداً على السكان الفلسطينيين في غزة ظروفاً معيشية مصمّمة لتدمير جزء من السكّان، وذلك من خلال تعمّد حرمان المدنيين الفلسطينيين هناك من الوصول إلى المياه بشكل كافٍ
وأضافت أن القيود أدت إلى الأرجح إلى آلاف الوفيات، لكن تل أبيب تنصلت من هذه الاتهامات وزعمت أن تقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش» يمثل «افتراء».
وتتزامن هذه الاتهامات مع نشر شهادات مروعة لجنود شاركوا في الحرب العدوانية على غزة، كشفت عن عمليات قتل تعسفية وانعدام كامل للقانون. وفي ممر نتساريم بقطاع غزة، تبرز شهادات صادمة أدلى بها جنود في الجيش الإسرائيلي لصحيفة «هآرتس»، تؤكد استهداف أي فلسطيني يعبر خطاً وهمياً يُعرف بين الجنود باسم «خط الجثث»، حيث يُعتبر كل قتيل فلسطيني «إرهابياً»، حتى لو كان طفلاً
ووصف أحد قادة الفرقة 252، الذي تحدث إلى صحيفة «هآرتس»، الممر بأنه منطقة قتل مفتوحة، مشيراً إلى أن الجثث تترك في مكانها، ما يدفع الكلاب إلى التهامها. ويقول هذا القائد: «يعرف سكان غزة أن المكان الذي ترى فيه الكلاب يأكلون الجثث هو منطقة لا ينبغي الاقتراب منها
وبحسب تقرير «هآرتس»، قال ضابط سابق في الفرقة 252 إن «منطقة القتل» لا تقتصر على المساحة التي يستطيع القناص رؤيتها، بل تمتد إلى مدى بعيد. وتكشف الشهادات أن الجيش الإسرائيلي يطلق النار على كل من يعبر الحدود، ليتم تصنيفه لاحقاً بإرهابي، بغض النظر عن هويته. بل إن بعض الشهادات أشارت إلى وجود تنافس بين الوحدات العسكرية على عدد القتلى. ففي أحد الحوادث، قيل إن فرقة قتلت 150 شخصاً، فتعهدت وحدة أخرى برفع الرقم إلى 200
ومن بين الشهادات التي أوردتها صحيفة «هآرتس»، ما ذكره جندي شارك في إحدى العمليات، إذ قال: «في إحدى المرات، اقترب فتى من ممر نتساريم استجبنا كما لو كانت غارة كبرى، فتحنا النار لعشرات الثواني، وبعد ذلك تقدمنا نحو الجثة، لنكتشف أنها لشاب في السادسة عشرة من عمره». على الرغم من ذلك، جرى الاحتفال بالحادثة، حيث هنأ قائد الكتيبة الجنود على «قتل إرهابي»، وفقاً لما ذكره الجندي
وطالب ضباط وجنود بأن يكشف الجيش للجمهور الإسرائيلي الحقائق كاملة حول العمليات التي تجري في غزة. يقول أحد الجنود: «على الناس أن يروا الصورة الحقيقية لما يحدث هناك، أن يفهموا الممارسات القاسية التي نرتكبها. لقد رأيت أطفالاً يُقتلون بلا سبب
وفي اليوم ال440 للحرب، أوقعت غارات إسرائيلية عشرات الضحايا معظمهم أطفال ونساء في أنحاء عدة من غزة خصوصاً في جباليا. وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، بلغت 45129 قتيلاً و107338 إصابة. وأفادت الوزارة بارتكاب إسرائيل 4 مجازر جديدة خلال 24ساعة الماضية، وأفادت مصادر طبية فلسطينية بمقتل 51 فلسطينياً، بينهم 42 في شمال القطاع، فيما أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أن أحد مقاتليها نفذ عملية طعن استهدفت ضابطاً وثلاثة جنود إسرائيليين في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة