هل تستمر أزمة اللجوء والعالقين على الحدود الكندية الأميركية؟

لاشك أن وباء كورونا لم يضرب فقط صحة الملايين حول العالم ولكنه عطل أيضا الكثير من المصالح وعطل خطط الكثيرين ومن هؤلاء طالبي اللجوء الذين اعتدنا رؤيتهم يعبرون الحدود المشتركة مع الولايات المتحدة لتستقبلهم كندا ومع استمرار تمديد الإغلاق الطارئ للحدود كان لابد من الحصول على رأي المتخصصين في الهجرة لمناقشة والتعليق على هذا الموضوع الذي يهم الكثيرين لذا طلبنا من السيد عماد ميساك مستشار الهجرة الذي يتميز بالنزاهة والأمانة والعلم الغزير في هذا الخصوص

عماد ميساك يكتب عن أزمة طالبي اللجوء العالقين عبر الحدود ومصيرهم مع استمرار الإغلاق

في إطار تداعيات انتشار وباء كورنا وبعد عدد من الإجراءات الوقائية التي اتخذتها كل من كندا والولايات المتحدة الأميركية وما تبعه من إغلاق للحدود البرية المشتركة بين الدولتين الجارتين بداية من 20 مارس المنصرم، استمر إغلاق الحدود في وجه العبور ” غير الضروي” لمدة شهر وقد تم تجديدها لشهر اخر ينتهي 20 مايو الجاري قابلة للتجديد لفترة اخري حسب ما تقتضي مصلحة الدولتان

هذا القرار تضرر منه الألاف من طالبي الحماية الدولية واللجوء خاصة الذين كانوا يعبرون الحدود المشتركة سيرا على الأقدام كما سيسري أيضا على طالبي اللجوء Asylum seekers وكذلك على عابري الحدود غير الشرعيين أو غير النظامين فيما يعرف بالانجليزية بالتعبير الشهير Irregular Boarder Crossing

بموجب هذا الاتفاق – المؤقت – بين كندا والولايات المتحدة اتفق الطرفان علي أن يتم إعادة أي من طالبي اللجوء علي الحدود بين البلدين، و عدم قبول طلباتهم و عدم إجراء أي مقابلات معهم

تشير الإحصاءات إلى أنه قبل انتشار كورونا وقبل غلق الحدود كان عدد العابرين من الجانب الأميركي للجانب الكندي يقدر بحوالي ألف شخص شهريا من طالبي اللجوء الدولي إلى كندا وكان هذا هو الحال خلال الثلاث سنوات الماضية – تحديدا من بعد تصريحات الرئيس الامريكي Donald Trumpبشأن اللجوء في الولايات المتحدة – حيث كان هذا الرقم من طالبي اللجوء يتم من خلال المعابر الرسمية او عبور الحدود الدولية بشكل غير قانوني

عماد ميساك
عماد ميساك

استمر هذا الوضع قائما دون مشاكل إلى أن أصدرت السلطات الامريكية توجيهات وتعليمات بشأن العابرين العائدين من كندا الذين يتم رفض دخولهم كندا أو يتم رفض طلبات لجوءهم لكندا حيث تنص تلك التعليمات علي إعادة هؤلاء الاشخاص الي بلادهم الاصلية وحرمانهم من البقاء في الولايات المتحده كطالبي حماية دولية أو كلاجئين

الجانب الامريكي برر هذا التصريح بأن هذا القرار جاء لحماية الأمن القومي الأميركي وحماية المواطن الأميركي الذي له الأولوية في ظل هذه الظروف العالمية العصيبة، أما

الاشخاص الموجودين حاليا بالولايات المتحدة بشكل غير قانوني او مخالفي قانون الاقادمة الدايمة و المؤقته الذين يشكلون حملا اضافيا علي كاهل الدولة الامريكية و قد قرروا اللجوء الي الدولة الجارة كندا، فهولاء الافراد غير مرحب بهم في بلادنا مرة اخري اذا تم رفض لجوءهم في الاراضي الكندية و سيتم اتخاذ الاجراءات الكفيلة باعادتكم لبلادهم الاصلية

هذا القرار الذي أعلنت عنه السلطات الامريكية – ان تم تطبيقه فعليا – اعتبرته العديد من المنظمات الحقوقية الدولية انتهاكا صريح للمبادئ الاساسية للاتقاقية الدولية الخاصة باللاجئين و الموقعة في 1951 و التي بموجبها لا يجوز اعادة اللاجئ الدولي الي بلده الاصلي التي تعرض فيه سابقا لأي نوع من انواع الايذاء او ما يهدد سلامته أو حريته و حياته بشكل عام

وقد دعا هذا التصريح الامريكي بعض الجمعيات الحقوقية الامريكية الي المطالبة بضرورة الاهتمام باللاجئين الدولين – بشكل عام – و ضمهم ضمن “خطط الاستجابة الوطنية” في الطوارئ الدولية و عدم تركهم عالقين علي الحدود بين الدول، و الذي اعتبروه اتهاكا اضافيا لحقوقهم الانسانية

Who

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com