إسرائيل تقتل السنوار .. وتواصل الحرب على غزة
كتب – فريق التحرير
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الخميس، رسمياً مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار في اشتباك مسلح بمدينة رفح جنوبي غزة. وفيما لم تعلق حركة حماس مباشرة على الإعلان الإسرائيلي، قال مسؤول أمريكي إن واشنطن على علم بالحادثة، في وقت طالبت فيه أصوات في تل أبيب بالعمل على صفقة تعيد الرهائن، وسط دعوات لإنهاء الحرب. ودعا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى التحرك سريعاً لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة، فيما أعلن مسؤولون أمريكيون أن واشنطن ستبدأ تقييم الوضع
قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه «بعد مطاردة استمرت لمدة عام، تمكن جنود الجيش أمس الأول الأربعاء، من قتل يحيى السنوار، في عملية في جنوب قطاع غزة. وأضاف الجيش أن الجيش والشاباك نفذا عشرات العمليات، خلال العام الماضي وفي الأسابيع الأخيرة في المنطقة التي تم فيها قنل السنوار
وقبل أن يصدر الجيش الإسرائيلي بياناً رسمياً، أعلنت هيئة البث العبرية رسمياً أنه تم اغتيال السنوار. وذكرت صحيفة «هآرتس» أن قوات الجيش الإسرائيلي في غزة لم تكن تستهدف زعيم «حماس» في الحادث، ولم تكن تعلم أنه قد يكون موجوداً في المبنى الذي كانوا يعملون فيه، أي أنه قتل عن طريق الصدفة
وأوضحت أن القوات التي نفذت العملية في المنطقة لم تكن تستهدف اغتيال السنوار، حيث لم يكن لديها معلومات استخباراتية مسبقة عن وجوده هناك. وأشارت إلى أنه تم العثور على أموال ووثائق هوية ومعدات قتالية على جثث القتلى. وأوضحت أنه لم تكن هناك أي علامات على وجود رهائن إسرائيليين في المنطقة
وأكدت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الأمر نفسه، موضحة أن قوات الجيش الإسرائيلي في غزة رصدت عدة مسلحين يدخلون مبنى في حادث بدأ، أمس الأول الأربعاء، وتم إصدار أمر بضربه، ما أدى إلى انهيار المبنى جزئيًا، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام العبرية. وأوضحت الصحيفة أنه فقط بعد وصول الجنود الإسرائيليين لتفقد الأضرار، أدركوا أن أحد الثلاثة الذين قُتلوا يشبه السنوار بشدة
والسنوار المكنى «أبو إبراهيم» ويبلغ 61 عاماً، هو «الرجل الحي الميت» بالنسبة الى إسرائيل التي تعتبره هدفاً رئيسياً وتتهمه بأنه مهندس هجوم السابع من أكتوبر 2023
وأعلنت إسرائيل قتل العديد من قادة «حماس» منذ اندلاع الحرب في غزة. والسنوار هو أبرز هؤلاء المطلوبين، إضافة الى محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة الفلسطينية
وأعلن الجيش الإسرائيلي في الأول من أغسطس أن الضيف قتل في ضربة جوية في خان يونس بجنوب القطاع في 13 تموز/يوليو. ولم تؤكد «حماس» ذلك. وانتخب السنوار رئيساً للمكتب السياسي لـ «حماس» في أغسطس خلفاً لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران في 31 تموز، في عملية نسبت إلى إسرائيل
الـى ذلك، أكـــد مســؤول أمريكــي لوكالة الصحافة الفرنسية أن الرئيس جو بايدن تلقّــى إحاطــة بشأن السنــوار وهو على متن الطائرة الرئاسية التي تنقله الى ألمانيا للقاء زعماء أوروبيين للبحث في الحــرب في أوكرانيــا وأزمــة الشرق الأوسط
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل مشاورات أمنية عاجلة بمشاركة وزير الجيش يوآف غالانت وقادة الجيش، إن الحرب لم تنته وإن إسرائيل ستواصل حربها بكامل القوة حتى إعادة المحتجزين في القطاع، مؤكداً أن المهمة لم تكتمل
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي قولـــه إن تركيـــز نتنياهـــو منصب حالياً على إعادة المحتجزين بأي وسيلــة، مشيــراً إلى أن مقتل السنوار يخلق «فرصة عظيمة» لذلك، وفق وصفه
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في رسالة لوزراء خارجية في العالم إن «إسرائيل اغتالت السنوار»، وفق وصفه، مضيفاً أن ذلك يخلق إمكانية الإفراج الفوري عن المحتجزين
وفي ذات السياق، نقلت «القناة الـ12» الإسرائيلية عن أهالي المحتجزين قلقهم بشأن مصير ذويهم في قطاع غزة بعد مقتل السنوار
وبإعلان إسرائيل مقتل السنوار تكون الحــرب فـي غــزة دخلــت فـي مرحلـــة جديـــدة و«حساسة إلى حـــد كبير
وفي الساعات الماضية أشارت وسائل إعلام أمريكية ومسؤولون إلى احتمال حدوث أمر من هذا القبيل، قد يساعد بنظرهم في العمل على إنهاء الحرب، وأعرب كثير من المسؤولين الأمريكيين عن رغبتهم في التخلص من السنوار، عسى أن يشكل ذلك عاملاً يدفع إسرائيل إلى إيقاف حربها على غزة، خصوصاً بعد توقف مفاوضات وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن لعدة أشهر