أزمة الصواريخ الإيرانية وأسباب وصول الشرق الأوسط إلى نقطة الغليان
كتب – فريق التحرير
المعلومات المتواترة عن التحشيد والتهديد بضربات انتقامية بين إسرائيل من جهة، وإيران من الجهة المقابلة، تؤشر إلى أن أزمة الصراع في الشرق الأوسط تقترب من نقطة الغليان المؤدي للانفجار، خصوصاً مع تكشف المزيد من التفاصيل عن تأثيرات الهجوم الصاروخي الإيراني غير المسبوق على إسرائيل، والذي طال ثلاثة مواقع عسكرية في الأقل، بينما تعمل الولايات المتحدة وبريطانيا على إرسال مزيد من القوات إلى الشرق الأوسط، ربما بهدف الردع أو تحسباً لهجوم خارج دائرة الحسابات المفترضة
وفي الساعات الأولى التي أعقبت إطلاق إيران نحو 200 صاروخ على إسرائيل ظلت تأثيرات الضربة غامضة، مع عدم معرفة عدد الصواريخ التي تمكنت من اختراق الدفاعات متعددة الطبقات، لكن مع مزيد من التدقيق، كشفت تقارير غربية أن أكثر من 20 صاروخاً باليستياً إيرانياً بعيد المدى اخترق الدفاعات الجوية لإسرائيل وحلفائها ليلة الثلاثاء، وضربت أو سقطت بالقرب من ثلاث منشآت عسكرية واستخباراتية على الأقل، وفقاً لما أوردته صحيفة واشنطن بوست
ووفق مراقبون عسكريون، فقد تم إطلاق 20 صاروخاً على قاعدة نيفاتيم الجوية، في صحراء النقب الجنوبية، وثلاثة صواريخ ضربت قاعدة تل نوف، في وسط إسرائيل، فيما أظهرت الأقمار الصناعية أن اللقطات المتداولة كانت متسقة مع التأثيرات المباشرة في القواعد وليس الحطام الناجم عن الصواريخ التي تم اعتراضها، وهو ما يؤشر بالضرورة إلى طبيعة الرد التي تجهز له إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة
كما أظهرت مقاطع فيديو أخرى سقوط صاروخين على الأقل بالقرب من تل أبيب بالقرب من مقر وكالة المخابرات الإسرائيلية الموساد، ما أدى إلى إحداث حفرتين على الأقل
وتثير نتائج التحليلات تساؤلات حول النطاق الكامل للأضرار التي لحقت بالقواعد العسكرية الإسرائيلية، كما تؤكد أن إيران كانت أكثر نجاحاً في التهرب من الدفاعات الإسرائيلية مما كانت عليه في هجوم أبريل الماضي، عندما أفلتت ذخيرتان فقط من الدفاعات الجوية وأثرت في إسرائيل، وذلك رغم إعلانها أن الأضرار على الأرض كانت طفيفة، وأن قواعدها العسكرية تعمل بكامل طاقتها
ويقول جيفري لويس، مدير برنامج شرق آسيا لمنع انتشار الأسلحة النووية في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في كاليفورنيا: «كلما تم إطلاق الصاروخ بعيداً، زاد هامش الخطأ». وأضاف أنه عندما أطلقت إيران سابقاً صواريخ على قاعدة نيفاتيم الجوية في أبريل، سقط نصفها على بعد ثلاثة أرباع ميل من القاعدة وسقط النصف الآخر خارج نصف القطر هذا، وفقاً لحسابات فريقه
ويمتلك الجيش الإسرائيلي نظامين للدفاع الصاروخي مصممين للتصدي للصواريخ الباليستية طويلة المدى مثل تلك التي استخدمتها إيران في هجوم الثلاثاء. ويؤكد فابيان هينز، محلل شؤون إيران في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في برلين أن منظومة «أرو 2» تعمل بعد دخول الصاروخ المرحلة النهائية من رحلته، داخل الغلاف الجوي، بينما يهدف «أرو 3» إلى اعتراض الصواريخ التي لا تزال في الفضاء
وتُظهر صور الأقمار الصناعية متوسطة الدقة التي جمعتها شركة «بلانت لابز» الأربعاء ما يبدو أن مبنى واحداً مدمر على الأقل في نيفاتيم. وتظهر صورة عالية الدقة لجزء آخر من القاعدة ثقباً كبيراً في سقف حظيرة الطائرات والعديد من الحفر الناتجة عن الارتطام. ويوضح جيفري لويس أن فريقه أحصى 32 ضربة على نيفاتيم وحدها