السيسي وأردوغان يدشّنان عهداً جديداً بين مصر وتركيا

كتب – فريق التحرير

دشّن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الأربعاء، مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، وأكدا موقفهما الثابت المطالب بوقف فوري لاطلاق النار في غزة ووقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية، وترأسا الاجتماع الاول لمجلس التعاون الاستراتيجي التركي – المصري رفيع المستوى وشهدا توقيع 17 اتفاقية مختلفة بين البلدين. وخلال مؤتمر صحفي مشترك عقب قمتهما في أنقرة أكد الزعيمان موقفهما المشترك تجاه القضية الفلسطينية وأكدا أيضاً أن الوضع في فلسطين كان المحور الأساسي للقمة التركية – المصرية

وشدد أردوغان على دور تركيا ومصر الحيوي في حفظ السلم والاستقرار في المنطقة وأعرب عن شكره للقاهرة على تعاونها في إيصال المساعدات إلى قطاع غزة مؤكداً رفضه جميع اتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بحق مصر

وشدد أردوغان على أن الاحتلال الإسرائيلي مسؤول عن استشهاد كل مدني بريء في غزة بسبب الجوع والعطش ونقص الدواء، مشدداً على أن الاحتلال لا يزال يواصل عرقلة المفاوضات «وكشف عن عقليته بقتل محاورها» في إشارة إلى اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة الإيرانية طهران نهاية يوليو/تموز الماضي

وعلى صعيد التعاون التركي – المصري قال أردوغان إن تركيا أكدت إرادتها في تعزيز التعاون مع مصر في جميع المجالات بما في ذلك الصناعة والتجارة والدفاع والصحة والبيئة والطاقة

وأكد عزم تركيا على رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 15 مليار دولار سنوياً خلال الأعوام الخمسة المقبلة ومواصلة العلاقات متعددة الأبعاد مع القاهرة وفق أساس الربح المتبادل

من جهته، قال الرئيس المصري إن زيارته لتركيا «تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية والتجارية، وشهدنا ازدهاراً مستمراً في التواصل بين الشعبين خلال السنوات الماضية». وأضاف السيسي: نهدف لرفع التبادل التجاري بين بلدينا إلى 15 مليار دولار خلال الفترة المقبلة

ولفت إلى أنه ناقش مع أردوغان «زيادة التعاون بين مصر وتركيا، كما شهدنا التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم للتعاون بين بلدينا

وأكد رغبة القاهرة وأنقرة في زيادة المشاورات بينهما للتصدي للأزمات الإقليمية، وعلى رأسها «المأساة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة

وقال السيسي إن مصر وتركيا تدعوان لوقف إطلاق النار في غزة ووضع نهاية للعنف في الضفة الغربية

ونوّه الرئيس المصري بأنه ناقش أيضاً مع نظيره التركي الأوضاع في سوريا وليبيا والسودان والأوضاع في الصومال، مشيراً إلى أنه اتفق مع الرئيس التركي على ضرورة الحفاظ على وحدة الصومال

وشهد الرئيسان توقيع 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم شملت تطوير المنطقة الصناعية بالعاصمة الادارية الجديدة واتفاقية لتخصيص أرض بشأن تطوير المنطقة الصناعية في مدينة 6 أكتوبر الجديدة

وضمت الاتفاقيات المبرمة أيضاً مذكرات تفاهم في كل من مجال سياسة المنافسة والتعاون في مجال التعليم العالي والسكك الحديدية والطيران المدني وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعاون العلمي والاقتصادي والفني في مجال الزراعة.

كما شملت مذكرات تفاهم بشأن التعاون في مجال الصحة والعلوم الطبية ومجال ودعم وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومجال السياحة والثقافة والمواضيع المالية والاقتصادية والطاقة ومجال العمل والتوظيف وحماية البيئة والتطوير العمراني فضلاً عن مذكرة بين وزارة الخارجية التركية ووزارة الخارجية المصرية ووزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد وصل أمس الأربعاء إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة رسمية، حيث كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقدمة مستقبليه بمطار أسن بوغا

وهذه أول زيارة للسيسي إلى تركيا منذ توليه الرئاسة في 2014، وتعد بمثابة تتويج للجهود الدبلوماسية على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، لفتح صفحة جديدة في العلاقات بعد سنوات من الجفاء السياسي