بسبب اليمين المتطرف.. مسلمون في بريطانيا يخشون الخروج من منازلهم
كتب – فريق التحرير
أثارت أعمال العنف التي اجتاحت عدة مدن بريطانية، عقب مقتل ثلاث فتيات صغيرات في هجوم بمدينة ساوثبورت قبل أسبوع، مخاوف على سلامة المهاجرين والمسلمين، حيث يخشى بعضهم الخروج من منازلهم بسبب هجمات اليمين المتطرف، بعد أن قالت جماعات يمينية متطرفة: إن المهاجم مهاجر مسلم، على الرغم من نفي الشرطة
وعقب مقتل الفتيات الثلاث قالت الشرطة، إن “المشتبه فيه ولد في بريطانيا”، مؤكدة أنها لا تنظر إلى الهجوم باعتباره عملاً إرهابياً
وقد وقعت اعتقالات وأعمال شغب وعنف في مظاهرات لليمين المتطرف قابلتها مظاهرات المناهضين للعنصرية. واتسعت رقعتها على امتداد بريطانيا، وأدت إلى إصابات بين صفوف الشرطة
وكانت هناك اضطرابات في مدن هال، ليفربول، بريستول، مانشستر، ستوك أون ترينت، بلاكبول، وبلفاست، حيث ألقيت صواريخ ونهبت متاجر وهوجمت الشرطة في بعض الأماكن
خوف شديد بين المسلمين
يخشى بعض المسلمين الخروج من منازلهم في أعقاب الاحتجاجات العنيفة التي وقعت في نهاية الأسبوع. فقد أُحرقت سيارات، وأُلقيت النيران على الشرطة، وحُطمت نوافذ المنازل والسيارات في المدينة بعد ظهر الأحد. وتعرضت المساجد للهجوم، كما سُمعت عبارات معادية للإسلام في بعض الاحتجاجات
وقال بعضهم: إن كبار السن يخافون الآن من الذهاب إلى المسجد للصلاة، كما تخشى النساء اللاتي يرتدين الحجاب الخروج خشية استهدافهن، لافتين إلى أن بعض «البلطجية» يتسببون في ذلك
وتأمل بريطانيا استعادة الهدوء بعدما أوقفت الشرطة المئات، فيما يشعر السكان بالصدمة جراء انتشار صور في الأيام القليلة الماضية تظهر فوضى كبيرة
وحملت الشرطة مسؤولية الفوضى لمنظمات مرتبطة بـ «رابطة الدفاع البريطانية» اليمينية المتطرفة والمناهضة للإسلام التي تأسست قبل 15 عاماً وجرى حلها
وحسب الشرطة، فقد أوقف أكثر من 150 شخصاً بعد اندلاع صدامات السبت. وفي بعض الحالات، ألقى مثيرو شغب حجارة وزجاجات على الشرطة، ما أدى إلى إصابة العديد من عناصرها، ونهبوا وأحرقوا متاجر، بينما سُمع متظاهرون أيضاً وهم يطلقون شعارات مناهضة للإسلام
ووصلت التهديدات إلى مساجد في ساوثبورت ومدينة سندرلاند شمال شرق إنجلترا، ما أدى إلى تعزيز الأمن في مئات المؤسسات الإسلامية وسط مخاوف على سلامة المصلين
وأصدر قادة دينيون مسيحيون ومسلمون ويهود في ليفربول نداء مشتركاً دعوا فيه إلى الهدوء
مظاهرات مضادة
ونظم متظاهرون مناهضون للفاشية مسيرات مضادة في العديد من المدن، من بينها ليدز، حيث هتفوا «ابتعدوا عن شوارعنا أيها النازيون»، بينما هتف المتظاهرون اليمينيون المتطرفون «أنتم ما عدتم إنجليزيين
وترجع آخر احتجاجات عنيفة في بريطانيا إلى 2011 حين خرج الآلاف إلى الشوارع للتظاهر بعد أن أطلقت الشرطة النار على رجل أسود في لندن وقتلته
إجراءات ضد المتطرفين
وتعهد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بتقديم الدعم الكامل لقوات الشرطة، لاتخاذ إجراءات ضد المتطرفين الذين يحاولون زرع الكراهية
وقال ستارمر: إن «جيشاً» من ضباط الشرطة المتخصصين على أهبة الاستعداد، وجاهزون للانتشار حيثما دعت الحاجة. مضيفاً أن نظام العدالة الجنائية «يجري تعزيزه»، وسوف يعلنون أسماء المتهمين «في أقرب وقت ممكن
وقال سير كير عقب اجتماع مهم: إن القانون الجنائي سينطبق على من يحرض على العنف عبر الإنترنت، هم مثل من شاركوا في الشغب شخصياً
وتابع: مهما كان الدافع فإن ما حدث ليس احتجاجاً، بل عنفاً محضاً ولن نتسامح مع الهجمات
وعندما سُئل إن كان ينبغي استدعاء البرلمان في هذه المرحلة، قال: «لا، ينصب تركيزي الآن على التأكد من وقف هذه الفوضى، وسرعة تطبيق العقوبات الجنائية واتباعها، ولهذا السبب طلبت النظر في تحديد هوية وتسمية الضالعين في هذا الأمر في أقرب وقت ممكن، إذ قبض على العديد منهم، ووجهت اتهامات إلى بعضهم، وبعضهم في المحكمة الآن، ويحق لنا معرفة من هم، حتى يمكن تحديد هويتهم في أول فرصة
وأردف أنه واثق من أن الإجراءات الجنائية يمكن أن تكون «سريعة» على الرغم من الضغوط على المحاكم وسعة السجون
ورفض ستارمر الادعاء بوجود «نظام شرطة مزدوج»، يعد التعامل فيه مع الاحتجاجات اليمينية أكثر قسوة من الاحتجاجات اليسارية. وقال: إن هناك فقط «نظام شرطة بدون خوف أو محاباة
رعب الفنادق
ذكر الأشخاص الذين كانوا داخل فندق هوليداي إن إكسبريس في روثرهام عندما هاجم الفندق مثيرو الشغب خلال عطلة نهاية الأسبوع، أنهم اضطروا إلى دفع الثلاجات والأثاث الآخر وراء الباب لإنشاء حاجز مؤقت، منوهين بأن هناك شباباً يثيرون الشغب ويحاولون إيجاد أي ذريعة لإثارة المشاكل وأنه لا يوجد سبب لوجودهم داخل الفندق
ونقلت السلطات نحو 240 طالب لجوء كانوا يقيمون في الفندق بين عشية وضحاها، بعد اشتباكات بين الشرطة وحشد من مئات الأشخاص
اضطرابات في مدن عدة
وكانت هناك اضطرابات في مدن هال، وليفربول، وبريستول، ومانشستر، وستوك أون ترينت، وبلاكبول، وبلفاست، حيث ألقيت عبوات حارقة ونهبت متاجر وهوجمت الشرطة في بعض الأماكن
وخرجت مظاهرات أخرى أصغر في أماكن أخرى، لكنها لم تتحول إلى عنف
طوب وزجاجات وألعاب نارية
وفي ليفربول، ألقى متظاهرون الطوب والزجاجات والألعاب النارية على الشرطة، وأصيب ضابط في رأسه عندما أُلقي عليه كرسي، ورُكل آخر وأسقط عن دراجته النارية
وواجه نحو ألف متظاهر مناهض للهجرة، بعضهم كان يهتف بعبارات معادية للإسلام، متظاهرين مضادين
وتجمع بضع مئات من المتظاهرين المناهضين للفاشية بالقرب من محطة لايم ستريت في ليفربول وقت الظهيرة، مطالبين بالوحدة والتسامح، مرددين هتافات «اللاجئون مرحب بهم هنا» و«النازيون، ابتعدوا عن شوارعنا
وكافحت الشرطة التي تجهزت بمعدات مكافحة الشغب والكلاب البوليسية لإبقاء الجانبين منفصلين عن بعضهما البعض، وتم استدعاء التعزيزات لمحاولة الحفاظ على النظام
واستمرت الاضطرابات حتى الساعات الأولى من صباح الأحد، مع إطلاق الألعاب النارية تجاه ضباط الشرطة الذين يرتدون ملابس مكافحة الشغب
وأضرمت النيران في مكتبة في منطقة «والتون» بالمدينة، وحاول مثيرو الشغب منع رجال الإطفاء من إخمادها، حسبما ذكرت شرطة ميرسيسايد
وأضافت أنه تم اقتحام المتاجر وإشعال النار في عدد من صناديق القمامة
وأكدت القوة إصابة عدد من الضباط فيما وصفته بأنه اضطراب خطر، مشيرة إلى أن اثنين نُقلا إلى المستشفى أحدهما مصاب بكسر في الأنف والآخر مصاب بكسر في الفك
لا مكان للفوضى والعنف
وقالت مساعدة قائد الشرطة، جيني سيمز: «لا مكان للفوضى والعنف والتدمير هنا في ميرسيسايد، وخصوصاً بعد الأحداث المأساوية التي وقعت في ساوثبورت الاثنين
وأضافت: أولئك الذين انخرطوا في هذا السلوك لا يجلبون سوى العار لأنفسهم ولهذه المدينة