في 48 ساعة.. كيف أحكمت كامالا هاريس قبضتها على المعسكر الديمقراطي؟

كتب – فريق التحرير

بسرعة مذهلة تمكنت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس من السيطرة على مقاليد الأمور داخل أروقة الحزب الديمقراطي. في طريقها لأن تصبح المرشحة الرسمية لخوض الانتخابات الرئاسية ضد الجمهوري دونالد ترامب، عندما يحل موعد المؤتمر العام للحزب في 19 أغسطس/ آب

ووفق مراقبين، فقد أكملت هاريس سيطرتها على الحزب الديمقراطي في غضون 48 ساعة. ولم يبق هناك سوى القليل من العوائق في طريقها، مع توالي تأييد ترشيحها بدءاً من الرئيس جو بايدن وقادة ونخب الحزب ومانحيه

ويشير تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، إلى أنه خوفاً من الفوضى والخسارة أمام الرئيس السابق دونالد ترامب، سرعان ما اصطف الديمقراطيون خلف نائبة الرئيس بعد رسالة بايدن ظهر الأحد الماضي، التي أعلن فيها أنه لن يترشح لإعادة انتخابه. وبعد ذلك دعمها حتى المنافسون المحتملون لها داخل الحزب، كما اختار قادة الحزب الذين كان بإمكانهم الوقوف في طريقها عدم القيام بذلك

وكانت هاريس في وضع جيد باعتبارها «المرشح الثاني» بعد بايدن، وقد حصلت على تأييد الرئيس في غضون 30 دقيقة من إعلانه الانسحاب. وسرعان ما استفادت من هذه الميزة، وتشبه تقارير ما قامت به ب«إحراق» خطوط الهاتف من كثافة المكالمات إلى قادة الحزب والناشطين من منزلها في المرصد البحري. إذ تمكنت خلف الكواليس، من تجميع المشرعين والمجموعات الناشطة حولها

وقال السيناتور كريس مورفي (ديمقراطي من كونيتيكت): «أتفهم أن الناس متشككون هذه الأيام، لكن هذا كان أمراً طبيعياً حقاً.. أعني أننا علمنا بما يجري عندما فعل الجميع ذلك. لم أتواصل مع أي شخص قبل أن أؤيدها بعد نحو 60 دقيقة

ويضيف: «لديها الكثير من الأشخاص الذين كانوا يشجعونها.. من الواضح أنه كان هناك شعور بأن من الأفضل للحزب أن يختار شخصاً في وقت مبكر وليس متأخر»، في إشارة إلى استغلالها لعامل الوقت

ويؤكد التقرير أنه بحلول الاثنين، قدمت مجموعة من «نجوم المستقبل» الديمقراطيين، الذين ترددت شائعات عن كونهم مرشحين محتملين لانتخابات 2024 في حالة انسحاب بايدن، مثل: حاكم ولايتها جافين نيوسوم، وحاكمة ميشيغان جريتشن ويتمر، وحاكم ماريلاند ويس مور، تأييدها لهاريس. وكان المؤيدون يصطفون بقوائم مندوبي المؤتمر للانتقال من بايدن إلى هاريس. ورتبت هاريس زيارة إلى مقر حملة بايدن في ديلاوير، واستعرضت خطاباً مثيراً للاهتمام يهدف إلى استخدام خلفيتها كمدعية عامة لتحدي ترامب بشكل مباشر وتعزيز قاعدة الحزب

ويشبه صعود هاريس السريع لحظة صعود بايدن قبل أربع سنوات عندما سارع الديمقراطيون إلى دعمه قبل الانتخابات التمهيدية، وسط مخاوف من أنهم سيخسرون أمام ترامب مرة أخرى. لكن هذا التحول كان أكثر دراماتيكية

وأصبح بايدن أول رئيس يرفض الترشح لإعادة انتخابه منذ ليندون جونسون في عام 1968، وقد برزت هاريس الآن كمرشحة ديمقراطية متوقعة دون خوض تحديات الاختبار التمهيدي الرئاسي. وجاء صعودها قبل أسابيع فقط من مؤتمر الحزب في شيكاغو، بينما كانت اللجنة الوطنية الديمقراطية تدرس خططاً لإجراء ترشيح افتراضي في أوائل أغسطس

وتقول مايا روبرت، الخبيرة الاستراتيجية الديمقراطية والمخضرمة في الحملات الرئاسية: «لقد صوتنا لمصلحة تذكرة جو بايدن.. والآن هي الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يقول بمصداقية: أنا أحظى بدعم الشعب

ويؤكد النائب مورغان ماكغارفي (ديمقراطي من ولاية كنتاكي) علمه أن الحزب سيتحد خلف هاريس بعد أشهر من أحاديث الناخبين في متاجر البقالة، ومباريات كرة القدم وكل مكان، حول ما إذا كان بايدن سيتنحى وماذا سيحدث بعد ذلك

وأضاف، «كانت المحادثة تؤدي دائماً إلى «سيكون هاريس.. رغم أن بعض الأشخاص في السياسة رشحوا عديد الأسماء ولكن كانت النهاية دائماً عند هاريس

ومن نواحٍ عديدة، ساعد هاريس قربها من الرئيس وسباقها مع الزمن، عندما فشل بايدن في مناظرة 27 يونيو/ حزيران، حيث سارعت إلى الدفاع عنه، وظهرت على شاشة التلفزيون في لاس فيغاس للدفاع عنه، ما نال إشادة داخل البيت الأبيض باعتبارها جندية مخلصة

وكانت هاريس حريصة على عدم إظهار أي منافسة محتملة مع بايدن، لأنه أصر على أنه سيكون المرشح الديمقراطي، وأخبرت الناخبين في المناسبات أن بايدن كان مقاتلاً. وقالت في ولاية نورث كارولاينا: «بايدن أول من قال: عندما تسقط، عليك النهوض مرة أخرى

ولم تكن هناك رغبة في قاعة مؤتمر الحزب الديمقراطي للخوض في أمر مرشحين آخرين، ورأى المتنافسون المحتملون فرصاً ضئيلة في تحدي مرشح أيده بايدن سرعان ما حشد الدعم حوله

وحتى قبل إعلان بايدن، أراد الموالون لهاريس أن تحكم قبضتها على الحزب. وانزعج مايكل كاب، عضو الحزب الديمقراطي من كاليفورنيا، عندما رأى أداء بايدن خلال حملة لجمع التبرعات مرصعة بالنجوم في لوس أنجلوس إلى جانب الرئيس السابق باراك أوباما والمضيف في وقت متأخر من الليل جيمي كيميل. وصاغ كاب خطاباً يعرب فيه عن الامتنان لخدمة بايدن ويقدم تأييداً متحمساً إلى هاريس. وقال: إنه شارك الخطاب مع عدد قليل من أعضاء الحزب الموثوقين، لكنه لم يخطط لنشرها إذا ظل بايدن في السباق

ولكن بمجرد أن أصدر الرئيس إعلانه، تم تفعيل أنشطة كاب وحلفائه وجمعوا العشرات من توقيعات أعضاء الحزب الوطني الديمقراطي الحاليين والسابقين على الرسالة. وتم توزيعها على الدوائر السياسية والإعلامية لإظهار قوة هاريس. وأضاف كاب: «أردنا أن نكون مستعدين لأننا علمنا أنه من أجل نقل المعركة إلى دونالد ترامب والجمهوريين، يتعين علينا التحرك بسرعة

وكانت هاريس تتحرك بسرعة، إذ ظهرت في جامعتها الأم هوارد، وأمضت يوم الأحد في إجراء أكثر من 100 مكالمة هاتفية على مدار 10 ساعات، وأخبرت أعضاء الكونجرس وحكام الولايات والقادة العماليين وقادة الحقوق المدنية وغيرهم أنها ممتنة لتأييد بايدن. وأنها ستعمل جاهدة للحصول على الترشيح

ولم يدعم بعض قادة الحزب هاريس على الفور، فالزعيم الديمقراطي في مجلس النواب حكيم جيفريز وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وكلاهما من نيويورك، امتنعا في البداية، كما فعلت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي والرئيس السابق باراك الذي أراد المساعدة في توحيد الحزب بمجرد تحديد المرشح. ورغم أن هؤلاء القادة أيدوا هاريس بعد ذلك لكن أوباما لم يفعل ذلك

Who

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com