قصة الجبل الذي يكتسي بالبياض يوم التاسع من ذي الحجة
كتب- فريق التحرير
حين الحديث لمن أراد الحج حتماً سيكون عن جبل “عرفات” والمواقع المحيطة حوله، وقصة هذا الجبل الشهيرة في التاريخ، والذي مر عليه كل من حج البيت العتيق، ولا تكاد تجد صخرة في هذا الجبل إلا وقف عليها حاج داعيا، أو كتب عليها أو نقش عليها نقشاً منذ أن عرفت العرب الحج
وميزة هذا الجبل في اليوم التاسع من ذي الحجة، إذ لا حج لمن لم يقف بعرفات ولو لساعة واحدة، فالحج عرفة، وقد سمى القرآن الكريم هذا الموقع باسمه قال تعالى: “وليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم، فإدا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام، واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين
وقصة هذا الجبل كما تسردها العديد من الروايات، أن إبراهيم عليه السلام، عندما طاف به جبريل ليريه المشاهد في الحج، فيقول له أعرفت أعرفت؟ فيرد مؤذن الحج الأكبر “عرفت عرفت”، ويرجع البعض قصة هذا الجبل لما هو أبعد من إبراهيم عليه السلام، بأن أبونا آدم وأم البشر حواء، تعارفا عند هذا الجبل، وهو ما يعتبره البعض أصل البشرية والحج عودة لأصولنا لأولى
وتُعد ظاهرة الحج واحدة من أكبر وأعظم التجمعات الدينية على مر التاريخ البشري، حيث يجتمع ملايين البشر في ساعات معدودات حول جبل عرفات وساحاته المحيطة في مشهد إيماني لا يتكرر إلا في هذا المكان
وكما ورد في السنة النبوية “أن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول لهم: انظروا عبادي جاءوني شعثاً غبرا
ويُعد يوم عرفة بداية الحج ومناسكه بعد المبيت بمنى، حيث يسعد الحجاج في اليوم الثامن ويسمى اليوم الذي قبله يوم التروية، استعدادا ليوم عرفة، وبحسب الدين الإسلامي فيوم عرفة يوم مشهود بالمغفرة والعتق من النار، وهو ما يتجلى بهذا الوجود البشري الكبير
فجبل “عرفات” ويسمى جبل “الرحمة”، من أشهر جبال مكة المكرمة الدينية والتاريخية، ويتدفق إليه صباح الوقفة حجاج بيت الله الحرام، ليشهدوا الوقفة الكبرى، ويحرصوا على الدعاء من فوقه، فهو أكمة صغيرة، يصعد إليها الحجاج يوم عرفة للوقوف بها، وقد وقف الرسول صلى الله عليه وسلم على الصخرات الكبار المفترشة في طرف الجبل، واستناداً إلى قوله صلى الله عليه وسلم “وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف
وتعمل طواقم الحج في السعودية بكافة طاقتها في أكبر تجمع بشري على مر التاريخ في موقع واحد، لتسهل لهم أداء نسكهم قبيل نفرتهم إلى مزدلفة، في مشاهد مهيبة تحيطها الأمن والسكينة، والسير الرتيب، ليبلغوا مناسكهم، تحفهم الخدمات من كل صوب وجانب