هوا تورونتو : خالد سلامة
مصر تستعد للأسوأ هذا بمنتهى البساطة العنوان الأكبر لما يدور حاليا عن تكهنات وأخبار لما يتم إعداده على الحدود المصرية مع استعداد إسرائيل ورغبة نتنياهو في شن هجوم كارثي على المحاصرين في غزة ورفح
هل أنشأت مصر معسكرا لاستقبال اللاجئين؟ هل أقامت خياما؟ هل غيرت مصر رأيها؟ السطور القادمة ستجيب بقدر الإمكان على كل تساؤلاتكم
انتشرت مؤخرا بعض التقارير التي تداولتها وركزت عليها بعض وسائل الإعلام الغربية عن قيام مصر بإنشاء منطقة عازلة ملاصقة للحدود الجنوبية في رفح وقطاع غزة
بالرغم من عدم صدور تصريحات رسمية واضحة من مصر إلا أن ذلك يعكس أن مصر تتعامل مع الأمور من منطلق استراتيجي وبطريقة سريعة وفي صمت دون ضجة إعلامية كبيرة
السؤال المتداول هل هذه المنطقة التي تتكون من عدة أسوار متوازية وبها مناطق محكومة وتمت تسوية الأرض فيها تستعد لاستقبال لاجئين؟
وهل كما يتداول البعض أن مصر هذا جزء مما يعرف ب صفقة القرن؟
الموقف الوحيد الصريح المعلن والذي يتم التشديد عليه هو أن مبدأ تهجير الفلسطينيين هو مبدأ مرفوض رسميا ليس فقط من مصر ولكن من الفلسطينيين أنفسهم لماذا ؟ ومن يستفيد من التهجير؟
المستفيد من التهجير هو حكومة نتنياهو والمتطرفين والمستوطنين الهمجيين الذين يريدون التخلص من حوالي 2 ونصف مليون فلسطيني لتنفيذ مشروعاتهم التوسعية
لهذا السبب فإن مصر كررت مرارا وتكرارا رفضها للتهجير لأن التهجير ببساطة ينهي القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين في دولتهم وهذا ما تؤكد عليه التصرفات الإسرائيلية المتسارعة وسط التدمير الجاري والذي يدل عليه التالي
أولا :قيام إسرائيل بادعاء أن بعض العاملين في منظمة تشغيل وغوث اللاجئين الأونروا شاركوا في هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل
ثانيا: مجرد قيام إسرائيل بادعاء وتلويث سمعة الأونروا قامت عشرات الدول الداعمة والمانحة لأونروا بتعليق التمويل
ثالثا: لم تنتظر الدول المانحة التي علقت تمويلها لأونروا لنتيجة التحقيقات في موضوع لم يثبت التهمة على المتورطين
رابعا: بدأت بالفعل وعلى الفور معاناة الفلسطينين المدنيين في الحصول على الغذاء الأساسي اللازم لحياتهم وهذا ما تريده إسرائيل
خامسا : وهو المهم أن إسرائيل تريد التخلص من الأنروا للأسباب التالية
واحد: الأونروا هي الجهة الوحيدة القادرة والخبيرة على خدمة الفلسطينيين على الأرض فهي تدير أكثر من 50 مخيما ولديها آلاف العاملين لخدمة ملايين اللاجئين والنازحين الفلسطينيين سواء في مخيمات دائمة في لبنان وفلسطين الأردن أو ملاجئ مؤقتة
اثنان: أن الأونروا هي مؤسسة أنشأتها الأمم المتحدة لخدمة النازحين واللاجئين الفلسطيين ” لحين حل القضية ” وعودة الفلسطينيين إلى ديارهم
ومن هنا تكون العلاقة كالتالي : إسرائيل تتخلص من الأنروا .. يعاني الفلسطينيون .. ينتهي حقهم المكفول بالقوانين الأممية في العودة وبالتالي تحصل إسرائيل على الأرض على أمل أن يتوزع المتبقى من الفلسطينيين في بلاد الشتات ” الذي كتب أساسا على غير الفلسطينيين “
نعود للمنطقة العازلة الجديدة .. أو بالأحرى المنطقة المحصنة العازلة .. تمتد تلك المنطقة على حوالي 12.5 كيلومتراعلى الحدود ويمكنها استيعاب حوالي مائة ألف نازح وطبقا لصور الأقمار الصناعية الغربية وبعض الصور الأخرى تمت تسوية الأرض وبدأ بالفعل نصب خيام مؤقتة
مرة أخرى هل يعني ذلك قبول مصر بالتهجير؟ الإجابة لا .. لأن مصر لن تقوم بإيذاء أي فلسطيني في حال اضطرهم الهجوم على تخطي الحواجز والحدود المصرية بما يعني أيضا أن الخيام والإنشاءات القائمة مؤقتة سيتم إزالتها فيما بعد
لماذا لم يصدر عن محافظ سيناء الذي سألته محطة ” العربية ” عن تلك الإنشاءات ما يثبت ومايوضح .. بالطبع الإجابة عند المحافظ لكم قراءة ما بين السطور أن مصر لا تريد الحديث عن هذا الأمر حتى لايشعر الجانب الإسرائيلي بحرية في الاعتداء على أهلنا المحاصرين في غزة