الفيدراليون يكافئون نوابهم بزيادة راتب بينما يفقد الكنديون وظائفهم

بقلم – خالد سلامة

في الوقت الذي يصارع فيه 90% من سكان كندا مافرضته عليهم تداعيات تفشي الوباء وفقدهم الموارد والوظائف والأشغال، وفي الوقت الذي يصارع فيه رجال الأعمال من أصحاب المشروعات الصغيرة والمحلات التي فقدت زبائنها بسبب الإغلاق وفي الوقت الذي يجاهد فيه معظم الكنديين لتغطية مصروفات طعامهم وشرابهم تجد أن أعضاء البرلمان الفيدرالي يتمتعون بالحصول على زيادة تقدر بحوالي 3.200 دولارا من رواتبهم (الأساسية) التي تقدر بحوالي 182 ألف دولار سنويا أي مايعادل 15.200 دولار شهريا

هذه الزيادة التي تقدر بنسبة 1.7% من الراتب السنوي الأساسي والتي تبلغ كما ذكرنا 3200 دولارا كنديا تأتي بما يعادل 1534 دولارا شهريا وهذا الرقم قد لايحصل عليه معظم الكنديين العاديين في الشهر خاصة في الوقت الحالي مع فقد الكثيرين لوظائفهم ومع ارتفاع نسبة البطالة في كندا إلى نسبة قياسية اقتربت من 10% هي الأعلى على الإطلاق

المثير للاهتمام هو أن هذه الزيادة كانت الحكومة ( الليبرالز) قد خططت لها بعناية حتى تمر بهدوء وتصبح الزيادة أوتوماتيكية دون أدنى مجهود حتى من النواب على أن تسري هذه الزيادة اعتبارا من أول أبريل 2021 أي في نفس اليوم الذي يصادف مايعرف دوليا باسم كذبة أبريل في العالم العربي أو كما تنطق بالانجليزية أبريلز فولز

الحكومة تزيد نوابها بما يزيد على 1500 دولار شهريا بينما يعيش الكثيرون على الإعانات ويعانون من البطالة

يبدو أن المغفل الوحيد أو الجماعي هنا هم من يزيد عدده على 30 مليون كندي على أدنى تقدير ممن لم يحصلوا ولن يحصلوا ولا حتى يعرفوا معنى زيادة الراتب بالإضافة إلى ملايين آخرين لايعرفون حاليا ما هو الراتب

الفيدرالز يبدو أنهم يحبون أنفسهم كثيرا أكثر من الشعب بل يبدو أن هذه الحكومة ترى أنها فوق الشعب الكندي الكادح الذي خسر الكثير خلال هذا الوباء بينما لم يخسر أي من هؤلاء البرلمانيين شيئا بل يجنون بالفعل زيادة في الراتب الذي لم يستحقونه – مع بعض استثناءات محدودة – للغاية

الحكومة الفيدرالية يبدو أنها تكافئ نوابها على مساندتها في الاستمرار في التحكم بمقدرات شعب أصبح يشكو من ارتفاع الأسعار بداية من أسعار الغذاء والضرائب والملابس والخدمات وحتى ارتفاع أسعار البنزين برغم أن الغالبية أصبحت لا تستخدم السيارات لأنهم إما فقدوا أعمالهم أو مرغمين على البقاء في المنازل بسبب الإغلاق الذي زاد أمده ولازال يمتد بسبب تأخر كندا في توفير اللقاحات مقارنة ليس فقط بالدول الغنية أو المتقدمة بل على العكس مقارنة بدول تعبرها كندا من دول العالم الثالث بينما لم تستطع كندا أن تعامل مواطنيها وسكانها كما عاملت دول العالم الثالث سكانها الذين حصل بعضهم على الجرعتين من تطيعما فايزر وليس أسترا زينيكا المثير للجدل  

الحكومة الفيدرالية تكافئ الغلابة الذين يحصلون على راتب أساسي قيمته 182 ألف دولار سنويا وكثير من الكنديين ليس لديه أصلا راتب فهل هذه عدالة أم هبالة أم استهبال

زيادة راتب النواب الفيدراليين ربما تأتي تقديرا من الحكومة  للمجهود الرهيب الذي يقوم به النواب حاليا في نشر صور ” السيلفى ”  البلهاء على مواقع التواصل الاجتماعي أو ربما لتغطية فواتير الإنترنت في منازلهم بسبب وجودهم الدائم كضيوف على مقابلات الزووم أو ربما تسهم في تعويض ما صرفه هؤلاء النواب على شراء بنطلونات بيجاما جديدة يظهرون بها خلال مقابلات الزووم

عدالة أم هبالة أم استهبال تلك الزيادة في تلك الأوقات العصيبة التي تعاني فيها الموازنة الكندية من أكبر عجز في تاريخها وهو العجز الذي سيتعين علينا وعلى أبائنا سداده بينما يستمتع النواب بالزيادة والرفاهية والراتب الذي يتقاضونه بعد أن قمنا نحن بدفع كل سنت من أقواتنا

عدالة أم هبالة أم استهبال إن يقبل النواب الزيادة الأوتوماتيكية في وقت يفقد فيه الناس عقولهم وصحتهم بسبب القلق والبطالة وشح الموارد وانتظار وصول الفاكسين الذي لايصل

عدالة أم هبالة أم استهبال أن تزيدوا رواتبكم بينما هناك الملايين فقدت رواتبها وأعمالها وربما بيوتها للأبد .. منكم لله

Who

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com