تحركات لإعادة حجر رشيد لمصر
وكالات – أخبار كندا
صرخة استغاثة كان عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس أطلقها الأسبوع الماضي لإنقاذ الآثار المصرية، حيث أكد أن ما حدث من المتحف البريطاني وسرقة 200 قطعة أثرية منه يعتبر جريمة في حق العالم أجمع
تصريحات حواس جاءت تعقيباً على ما أفاد به رئيس أمناء المتحف البريطاني، جورج أوزبورن، واعترافه بسرقة 2000 قطعة من المتحف، مؤكدا أنه تم استعادة عدد قليل منها فقط، حيث شملت المسروقات مجوهرات ذهبية وأحجارًا كريمة، تعود إلى فترة من القرن الـ15 قبل الميلاد إلى القرن 19 ميلاديا
وفي هذا الشأن، قال زاهي حواس، عالم الآثار المصري، إن سرقة 2000 قطعة من المتحف البريطاني ليست جريمة في حق مصر فقط بل في حق العالم بأسره ودول الحضارات، لأن هذا المتحف ونتيجة لسوء إدارته وسوء عملية الأمن بداخله جعل اللصوص يتمكنون من سرقة هذه الآثار وهو ما لم يحدث من قبل في تاريخ أي متحف من المتاحف بالعالم، بحسب العربية نت
وتابع حواس أن “سرقة هذه الكمية الكبيرة من الآثار تعني أن هذا المتحف غير أمين ولا يمكن أن يسمح له بالاحتفاظ بالآثار ولذلك نطالب بعودة حجر رشيد المتواجد به إلى مصر لأنه معرض للسرقة هو الآخر
وأضاف أنه “أعد وثيقة وقع عليها 200 ألف شخص مصري وأجنبي للمطالبة بعودة حجر رشيد لمصر”، متابعا أن سرقة المتحف ستسهل من هذا الأمر، ومطالبا بعقد اجتماع عاجل للدول ذات الحضارات التي يوجد لها آثار سرقت من المتحف للتوصل لقرار جماعي يطالب اليونسكو بإعادة هذه الآثار لدولها قبل أن تنتهي وتختفي تماما بالسرقة
وقال إن ما حدث يعد من قبيل الإهمال وسرقة 2000 قطعة أثرية يعني أن هناك خللا كبيرا وجسيما يستوجب تدخلا دوليا لتوقيع عقوبات كبيرة على هذا المتحف وإعادة الآثار المتبقية إلى دولها الأصلية للحفاظ عليها”، مشيرا إلى أن وزارة الآثار تدرس اتخاذ إجراءات لحماية آثار مصر واستعادتها من الخارج
وتكمن أهمية حجر رشيد التاريخية في ضمه مفاتيح اللغة المصرية القديمة، والذي لولاه لظلت الحضارة المصرية غامضة، لأنها تشكل الكتابات التي دونها المصريون القدماء على آثارهم، حيث ساعد فك رموز هذه النقوش على فهم اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة وفك رموزها، وهذه اللغة كانت قد اندثرت من مصر وتم التوقف عن استخدامها في القرن الرابع بعد الميلاد، إلا أنّ اكتشاف حجر رشيد ساهم بشكلٍ كبير في إعادة إحياء هذه اللغة مرةً أخرى وفك رموزها
تم اكتشاف حجر رشيد خلال فترة غزو نابليون لمصر (الحملة الفرنسية)، وقد عثر عليه أحد الضباط الفرنسيين والذي يدعى “بيير فرانسوا كزافييه بوشار” في عام 1799م في مدينة رشيد الواقعة على أحد روافد نهر النيل شرق الإسكندرية، حيث جاء هذا الاكتشاف بمحض الصدفة، وذلك أثناء قيام الجنود الفرنسيين ببناء أحد الحصون الحربية، وبعد تمكن البريطانيين من هزيمة نابليون انتقلت ملكية حجر رشيد لهم، وهو موجود الآن في المتحف البريطاني
وكان جورج أوزبورن، رئيس أمناء المتحف البريطاني، قال إن شخصا من داخل المتحف هو المسؤول عن تلك السرقة، مؤكدا أن المتحف لا يمتلك سجلات تغطي كافة القطع الأثرية الموجودة به
وأكد في حديث له مع الإذاعة البريطانية أن سمعة المتحف تضررت بسبب سوء تعامله مع السرقات، وهو ما أدى إلى استقالة مديره وأثار تساؤلات حول الأمن والقيادة
وقال رئيس أمناء المتحف، إن القطع الأثرية التي سرقت تشمل مجوهرات ذهبية وأحجارا كريمة وآثارا يصل عمرها إلى 3500 عام
وأضاف: نعتقد أننا كنا ضحية السرقات على مدى فترة طويلة من الزمن، وبصراحة، كان من الممكن فعل المزيد لمنعها. لكنني أعدك بهذا: هذه الفوضى سنوقفها