خالد سلامة – هوا تورونتو
عندما غرق مركب يحمل حوالي 750 مهاجرا غير شرعي قبالة سواحل اليونان قبل أيام .. انتشرت بعض عناوين الأخبار وكان أهمها غرق أكثر من 300 باكستاني بعد غرق مركب يقل مئات المهاجرين غير الشرعيين
بعد ذلك توالت الأخبار ليس عمن غرقوا من الغلابة التي ضاقت بهم الدنيا من شظف العيش لكن الأخبار تناولت قصص الأعداد المتزايدة من الهجرةغير الشرعية على مدى السنوات الماضية سواء برا أو بحرا
اللافت للأمر في حادث المهاجرين غير الشرعيين الذين ضافت بهم الدنيا من شظف العيش هو أن عدد الصحفيين الذين ربما حضروا مؤتمرا صحفيا عن هؤلاء الغلابة لم يكن يتجاوز أصابع اليد أو اليدين
لكن .. عندما اختفت ” كبسولة” يطلق عليها تجاوزا غواصة صغيرة تحمل داخلها خمسة أشخاص كانوا في طريقهم لقاع المحيط في رحلة سياحية تتكلف تذكرة الفرد فيها ربع مليون دولار أميركي وجدنا العالم كله .. العالم كله بمحطاته و تليفزيوناته وراديوهاته وسوشيال ميدياته .. العالم كله كان يتابع مصير خمسة مليارديرات ومليونيرات ضاقت عليهم الدنيا بسبب رغد العيش ليحشروا أنفسهم في شبه غواصة لتكون رحلتهم الأخيرة قبل أن يبتلعهم المحيط وتبتلعهم الأسماك وتعجز أساطيل أغنى دول العالم في العثور عليهم سواء بالسونار أو الرادار
ما الفرق ما بين حالة من ضاقت عليهم الدنيا بسبب شظف العيش وما بين من ضاقت عليهم الدنيا بسبب سعة ورغد العيش؟
الفرق في البني آدمين والسياسيين والصحفيين والمتابعين الذين يضعون المال والسلطة والشهرة في المقام الأول لكنهم ينادون دائما في نفس الوقت بالإنسانية والرحمة وحقوق الإنسان
بعد تلك الصور .. لا تحدثني عن الرحمة والتعاطف وحقوق الإنسان .. تابعوا فقط أصحاب المال والسلطة والملايين والمليارات .. أيها المنافقون .. أنتم تعرفون أنفسكم .. وهكذا تفعلون مع شعوب العالم