التحرش والاستغلال الجنسي ينسف الثقة في الجيش الكندي

خالد سلامة

ضربة وراء ضربة وراء ضربة تلقاها الجيش الكندي خلال أسابيع عندما طفت على السطح أخبار مؤسفة عن تورط كبار قادة الجيش والبحرية الكندية  في قضايا استغلال و تحرش جنسي واستغلال وتجاوز ضد النساء

استقالة وراء استقالة وراء استقالة لهرم القيادة في الجيش الكندي وإنكار متكرر من هارجيت ساجان وزير الدفاع الكندي الذي نفى علمه سابقا بوجود تجاوزات

ساجان كان أكد أن الجيش لا يتهاون أبدا في قضايا الاستغلال والتحرش الجنسي متى علموا عنها ولكن الحقائق أثبتت أنه وزير الدفاع علم بذلك ولم يفعل شيئا

هناك قاعدة في منتهى الأهمية في الجيش هذه القاعدة يعرفها من خدم في القوات المسلحة وهي تقول ( علم ولم يبلغ ) بمعني أن أيا من كان موقعه عندما يعلم بأن هناك تجاوزا ما حدث ويتواني عن الإبلاغ عنه فإن ذلك يرقى للجريمة التي تستوجب المحاكمة العسكرية فور علم السلطات

الثابت حاليا أن كثيرا من كبار قادة الجيش علموا .. ولم يبلغوا لأنهم يحمون أنفسهم ويحمون ثقافة الاستغلال الجنسي والسلطة داخل محيطهم وهي ثقافة حسب المراقبين تجذرت في الجيش وكانت تجذرت أيضا في قوات الشرطة الفيدرالية المعروفة باسم آر سي إم بي

هذه الأحداث كان يمكن أن تمر ويستمر التحرش في الجيش إلى مالا نهاية لولا إصرار المعارضة في البرلمان الكندي على فتح وفضح هذه الأمور

وزير الدفاع ساجان تمسك حتى آخر لحظة بأنه لم يعلم وبالتالي لم يخبر رئيس الوزراء

رئيس الوزرءا ترودو عندما سألوه قال إنه لم يعلم بهذا ولا يتساهل معه

لكن الثابت حاليا أن وزير الدفاع كان يعلم

الثابت أن رئيس الوزرءا كان يعلم ورغم ذلك أعطى ترقية هائلة لأحد كبار القادة المتحرشين بدلا من أن يحيله للتقاعد أو للمحاكمة

الكذب والتغطية جعلت وزير الدفاع الكندي هارجيت ساجان يعترف مرغما اليوم ( الجمعة ) بأن هذه الحالات أثرت على ثقة الجميع في الجيش الكندي الذي يفترض به الدفاع

الثقة التي اهتزت وتضائلت تماما في مؤسسة الجيش امتدت إلى رئيس الوزراء الذي يحتمي فيه الجميع والحقيقة أن جاستن تردو من محاسنه أنه يدافع عن فريقه حتى وإن كان مخطئا

البرلمان الكندي طالب بعد هذه الحوادث بتغيير طريقة الإبلاغ عن التجاوزات والجرائم والتحرش وتحويلها من وزير الدفاع ” الذي لا يمكن  الثقة به بعد ذلك ” إلى مراقب رفيع المستوى في البرلمان ليتولى التحقيق في ذلك بدلا من التغطية عليه

الكذب والتغطية والغش والسرقة أصبحت للأسف تحتل مساحة يومية من الأخبار اليومية للحكومة وكل ذلك يعكس حالة مزرية من عدم الكفاءة والتقاعس والفساد المؤسسي وحماية الفاسد للفاسد

لقد طال العفن قمة القيادة في الجيش .. ولاشك أن العفن معدى وينتقل من أعلى رأس إلى أعلى رأس بينما يتم طحن الصغار ومن يدفع الثمن أخيرا هو نحن دافعي الضرائب الذين يتعين علينا أن ندفع بدون تأخير ..

نحن ندفع المخالفات المرورية دون تأخير وإن تأخرنا زادت الغرامة وتم تعليق الترخيص والتأمين وغيره

نحن ندفع الملايين الباهظة التي تلجأ الحكومة ” المخطئة ” لدفعها كتسويات للضحايا  وليس لنا شأن في أن نرفض أن يدفع المخطئ خطأه من جيوب الملايين ممن يكسبون قوت يومه بنظام الحد الأدنى للأجور

نحن ندفع دائما لكل من يتجاوز ويحصل على ماليس حقه ثم تأتي الحكومة لتقول إنه من الصعب أن نعالج الأمر

نحن ندفع  والجميع على رأس الهرم يحصل على راتبه على قائمة الشمس المشرقة

نحن ندفع أتعاب التحقيق مع الحاكم العام المستبدة وهي تحصل على الملايين نهاية الخدمة ونحن لنا الله .. منكم لله  

Who

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com