كلاب تشيرنوبل تشير إلى تماثل أثر الإشعاع النووي مع زواج الأقارب

هل يعادل تأثير الإشعاع زواج الأقارب

خالد سلامة – هوا تورونتو

‏هل تذكرون حادثة مفاعل تشيرنوبيل الشهيرة في شمال أوكرانيا ؟ ذلك الحادث الذي وقع تحديدا قبل حوالي 38 عاما وبالتحديد يوم 26 أبريل 1986 ؟

هذا المفاعل الذي يقع في شمال أوكرانيا قبل انفصالها عن الاتحاد السوفيتي تسبب في تسرب قدر هائل من الإشعاعات النووية التي غيرت للأبد من حياة كثيرين وأدت من جهة أخرى لتحويل مساحات من الأراضي في مكان الانفجار وحوله غير مأهولة بالسكان خوفا من خطر الإشعاع

و عندما نتكلم عن أجزاء غير مأهولة فإننا عادة نعني البشر سكان المكان ولكن البشر ليسوا فقط من يسكنون تلك المناطق لكن هناك أيضا الحيوانات البرية والحيوانات الأليفة الضالة مثل الكلاب وهو أمر مثير للانتباه لاسيما إن فكرنا في التأثيرات والتطورات التي يمكن أن تحدث للحيوان بسبب تعرضه للإشعاعات التي يصعب محو أثرها من مكان الانفجار كما هو الحال في تشيرنوبيل مثلا

لذلك عكف باحثون على دراسة الحيوانات التي استمرت في العيش في محطة تشيرنوبيل أو حولها ومعرفة كيف أثرت مستويات الإشعاع على صحتها ونموها وتطورها

احدى الدراسات قامت بتحليل الحمض النووي لأكثر من 300 كلبا ضالا استمرت بالعيش في تلك المنطقة وكانت النتائج مثيرة للاهتمام جدا

‏كشفت هذه الدراسة أن تلك الكلاب التي تعيش بالقرب من محطة تشيرنوبيل للطاقة أظهرت اختلافات وراثية واضحة عن الكلاب التي تعيش على بعد حوالي 10 أميال فقط في مدينة تشيرنوبيل القريبةبما يعني بشكل كبير أن هذه الكلاب قد خضعت لنوع من الطفرة أو التطور السريع بسبب التعرض للإشعاع

من بين الآثار تضخم الحجم أو فقد الخصوبة أو القدرة على مقاومة بعض العوارض أو فقدان القدرة على مقاومة بعض الأمراض مثلا

وفي الوقت الذي تعد هذه الدراسة خطوة أولى في إثبات فرضيات عديدة إلا أنها تؤكد إلى حد كبير حقيقة هامة وهي أن التخلص من الطفرات التي يسببها الإشعاع من تأثيرات أخرى ، مثل زواج الأقارب ، أمر صعب للغاية.‏

‏ومع ذلك ، توفر هذه الدراسة نموذجا لمزيد من التحقيق في آثار الإشعاع على الثدييات الأكبر حجما ، حيث يمكن مقارنة الحمض النووي للكلاب التي تجوب محطة تشيرنوبيل للطاقة ومدينة تشيرنوبيل القريبة بالكلاب التي تعيش في مناطق غير مشعة. على الرغم من الافتقار الحالي إلى استنتاجات قاطعة ، فقد أظهرت الدراسة مرة أخرى أن تلك المنطقة القاحلة أصبحت فرصة علمية لا مثيل لها لفهم الإشعاع وتأثيره على التطور الطبيعي.‏

Who

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com