و أنتم :: من يحاسبكم؟
بقلم – خالد سلامة
تاريخيا لم تعرف الدول العربية الحديثة مبدأ الثورات المسلحة إلا بعد عانت من ويلات الظلم والقهر والسرقة والاستغلال التي كان المحتل يمارسها ضد أصحاب الأرض والبلاد
الذل والقهر والتجاهل والتفرقة والتهميش كلها مرادفات لدول تتغنى بالحرية ليل نهار ولازالت تمارس القمع ضد السكان الأصليين حتى لحظة كتابة هذه السطور
القتل والخطف والفصل العنصري كلها خصال الأنظمة التي تريد فرض الديمقراطية بالسلاح والحرب والقتل والحرق على شعوب دول أخرى بينما تحاول إيهام شعوبها أنها كلمة الله على الأرض وهي تمارس في نفس الوقت أفظع أنواع العنصرية داخل أقفاص الديمقراطية مفتوحة الأبواب التي توهم الجميع أنها الحل لكل المشاكل
يقدمون التبرعات ويذرفون دموع التماسيح ويقولون – بأفواههم – أن قلوبهم تتقطع على الأطفال والنساء والشيوخ المشردين في المعسكرات والخيام بين حدود الدول وعلى هوامش الأزمنة وهم من دمر منازل هؤلاء وسمح بالإبادة الجماعية وقدم للقتلة كل أنواع السلاح والغطاء لسحق وقتل وتشريد وتجويع ملايين البشر الذين كانوا سعداء وادعين في عششهم وأكواخهم التي لم تعرف عدوانا ولا خوفا ولا حتى أبوابا من قبل واليوم فرضتم عليهم العيش في خيام غير لائقة – بكلابكم – ثم تلومون الأنظمة التي مارست القمع على شعوبها
بلاد العرب لم تعرف من قبل تجارة الأعضاء كما عرفتها حاليا بعد أن نظمتم الشبكات الدولية لخطف وجزر وقتل وتداول الأعضاء وخاصة الأطفال والشباب تحت مظلات دولية لكي تحيا أطفالكم ويذهب أطفال العالم الآخرين للجحيم
كيف كان العراق وكيف كانت سوريا وكيف كان اليمن وأين أصبحت فلسطين
الدول العربية لم تكن تعرف من المخدرات والمكيفات سوى الحشيش والكحول وبفضلكم أصبح ملايين الشباب ضائعون بين المخدرات التخليقية التي أصبحت أعدادها وأسماؤها عصية على الحصر والعد والسرد
العالم لم يعرف قبل ديمقراطيتكم تشويه شعب كامل وإبادة الملايين بقنبلة نووية جعلت معظمهم لازال يعاني من تشوهات جسدية وعصبية ليومنا هذا
لم تسلم الأرض من شركم في البر والبحر والسماء ولازلتم تريدون حساب حكام شعوب أخرى يحاولون دفع الأذى عن شعوبهم ضد أفكاركم الخبيثة وديقمراطيتكم الجوفاء التي تخفي من ورائها ذئابا بشرية يحركها الجشع والطمع والشر والرغبة في تدمير الآخر
نشرتم كل الخبائث واخترعتم الجوائح والأوبئة لتبيعوا الدواء وأنتم أصل كل داء
كيف كان العراق وكيف كانت سوريا وكيف كان اليمن وأين أصبحت فلسطين
تريدون محاسبة الشعوب حين تقتل عميلا واحدا من عملائكم الكتبة وليسوا بموهوبين لأنكم تلقنوهم دائما ماذا يكتبون
وأنتم من يحاسبكم على قتل الملايين و حرق البلادين وتشريد الآمنين والضحك على الغافلين؟
تبا لكم ولكل من والاكم ومن يصدق ألاعيبكم وألوان الطيف في كذبكم وتجارتكم بالدين والبشر والقيم والمصائب والأمراض وحتى البشر
خالد سلامة