ترودو تغاضى عن القتل الخطأ وسجلها العنيف
خالد سلامة – أخبار كندا
بنفس السيناريو الذي انفردنا بنشره صباح اليوم حتى قبل وسائل الإعلام الناطقة بالإنجليزية تقدمت جولي باييت حاكم عام كندا ( ممثلة الملكة) باستقالتها التي أعلن مكتب رئيس الوزراء عن قبولها ( إقرأ تفاصيل تنشر لأول مرة وكيف تغاضى ترودو عن ملفها الأمني) وحادثتها في أميركا والتي راحت ضحيتها إمرأة كانت تعبر الطريق
تفاصيل الخبر الذي انفردنا به حتى قبل المحطات الانجليزية
بالرغم من قيام جولي باييت بإصدار بيان مقتضب أعربت فيه عن فخرها بما ( أنجزته ) منذ توليها المنصب قبل أقل من أربعة سنوات وبالرغم من عدم وجود تصريحات واضحة مباشرة من رئيس الوزراء جاستن ترودو صاحب قرار اختيارها وترشيحها للملكة إلا أن كواليس السياسة تحفل دائما بالتفاصيل التي يريد بعض السياسيون دفنها وتغطيتها
لمن لايعرف جولي باييت التي استقالت من منصب حاكم كندا العام فهي رائدة فضاء سابقة ومهندسة ومحاضرة في الجامعة ومتحدثة كل هذه المؤهلات لاشك تجعلها مرشحة لمنصب جيد بل ممتاز
ولكن حقيقة الأمر تؤكد أن السبب في اختيار ترودو لها أنها صديقة لزوجته وصديقة للعائلة لذلك تحمس لها ترودو لعدة أسباب
أولا أنها إمرأة وهذا يخدم أجندة ترودو في أنه يساند المرأة وأن حكومته حكومة قد تسيطر عليها النساء
ثانيا أنها تتحدث اللغتين الإنجليزية والفرنسية
ثالثا أنها صديقة العائلة كما أشرنا
ولأن ترودو كما يقول المصريون ( صاحب صاحبه) فإنه تحمس كثيرا لترشيح جولي باييت متجاوزا اللجنة التي كان يجب أن تدقق في المرشح لهذا المنصب حتى أنه لم يدقق في ماضيها حتى كما يحدث مع المراجعات الأمنية والتحريات حول أي شخصية تتولى منصب رفيع
ماذا حدث؟
هل بالفعل تقدمت جولي باييت باستقالتها طواعية عقب صدور تقرير عن جهة تدقيق مستقلة ( استأجرتها الحكومة ودفعت لها كثيرا ) لتحقق في مخالفات مالية وإدارية تخص جولي باييت وسكرتيرتها ؟
لكي نفهم هذه النقطة يجب أن نعود بالذاكرة عدة أشهر مضت عندما انتشرت الكثير من الأخبار عن تجاوزات جولي باييت وقيامها بصرف مبالغ مالية على تعديلات غير ضرورية
الإجابة ببساطة على هذا السؤال بالنفي؟ باييت لم تقدم استقالتها طواعية ليست أول مرة وليست ثاني مرة ولكن عدة مرات كان رئيس الوزراء ألمح إليها بالاستقالة ولكنها تجاهلت طلباته تماما ولهذا السبب قام ترودو بتعيين شركة مستقلة للتحقيق في تلك المخالفات والشكاوى حتى صدر تقرير وصل مكتب ترودو صباح الأربعاء
عندما فتح ترودو التقرير فوجئ بأن التقرير يدين باييت تماما سواء في مخالفات مالية أو مخالفات إدارية أو تقصير في وظيفتها وخلافه .. وهنا قرر ترودو أن يواجه باييت
في المساء عقد ترودو اجتماعا مطولا مع باييت استغرق الكثير من الوقت وتقول المصادر إنه كان اجتماعا عاصفا صممت فيه باييت على تجاهل مطالب ترودو لها بالاستقالة ولكنه نصحها أن الاستقالة ستكون الخيار الأنسب للجميع سواء له أو للحكومة الفيدرالية أو لها شخصيا حيث ألمح ترودو إلى أنه ليس من مصلحة باييت أن يتم نشر التقرير بتفاصيله على الكنديين
فكرت باييت قليلا ثم قامت بالاتصال بمحاميها واستدعت نائبتها وبعد اجتماع مع المحامي تم الاتفاق مع رئيس الوزراء على أن تقوم باييت بتقديم استقالتها في الصباح (صباح الخميس) وهو ما لم يحدث حيث تأخرت باييت في إعلان استقالتها حتى عصر يوم الخميس
استقالة باييت جائت ضمن ( اتفاق مما) حيث استقالت معها نائبتها ويدها اليمني التي عينتها بنفسها لتخرج المرأتان من المنصب الرفيع ( دون خسائر أو ملاحقات)
بعد الإعلان عن الاستقالة عصر الخميس بدأت وسائل الإعلام في الالتفات للموضوع والاهتمام به ومناقشته وتصدر وزير الشئون الحكومية الداخلية للرد على أسئلة محطات التليفزيون الرسمية وعلى رأسها سي بي سي حيث صدرت له التعليمات بعدم الحديث عما إذا كان رئيس الوزراء كان غير راض عن أدائها أم لا أيضا لم يتناول مخرجات التقرير الذي يبدو أن مكتب رئيس الوزراء لن ينشر تفاصيله وإن نشر أجزاء منه فسوف يتم حجب بعض التفاصيل طبقا لاتفاق ترودو مع باييت ومحاميها
المفاجآت ستتوالي في هذه القضية ليس فقط لأن ترودو سوف يدافع عن اختياره ( الخاطئ أو السيئ أو المحابي) ولكنه لم يجر التحريات اللازمة برغم علمه بتورط باييت في حادثة سير صدمت فيها إمرأة كانت تعاني من الإدمان وقتلتها ثم تورطت في حادث شجار آخر وصل للنيابة ثم تم التنازل عن البلاغ والواقعة وتم محو الواقعة من السجلات حتى يظل سجل باييت نظيفا