لهذا السبب قد يبقى ترودو في الحكم رغم كل الإخفاقات الاقتصادية

خالد سلامة – أخبار كندا – هوا تورونتو

يبدو أن رئيس الوزراء جاستن ترودو قرر أن يكسر الرقم القياسي لرؤساء الوزراء في كندا باعتزامه خوض غمار المنافسة لفترة رابعة كزعيم لحزب المتحررين ” الأحرار ” أو الليبراليين بمعنى أصح

ترودو الذي سيبقى في السلطة حتى عام 2025  بموجب اتفاق أبرمه مع جاجميت سينغ زعيم الديموقراطيين الجدد. قرر أن يضاعف كل حظوظه بالفوز في فترة أخرى ليكون أول رئيس وزراء يبقى في السلطة لمدة طويلة إن فاز

مايثير الغرابة و” الإعجاب” أحيانا أن ترودو ومن حوله يمكنهم دائما استحداث محاور جديدة تداعب خيال الناخبين ليواصلوا دعمه بالتصويت له ولحزبه . وقد أثبتت الفترات السابقة قدرة هذا الفريق ( رغم عدم تجانسه ) في الخروج بمحاور وأفكار يصدقها الناخبون خاصة من الفئات التي تتطلع دائما للحصول على مزيد من الدعم المالي التي يدفعها معظم الكنديون الآخرون الذين يمولونها ولايستفيدون منها

هذه القدرة على الحشد رسختها الفترات السابقة من الانتخابات التي مكنت ترودو من البقاء في السلطة بالرغم من حالة عدم الرضى الهائلة من السياسات التي أدت إلى اختفاء وتآكل جزء كبير من الطبقة المتوسطة وانهيار كامل لمعظم أصحاب معاشات التقاعد .. وتبخر لقيمة المدخرات

ولعل ما يدعم ذلك .. ما آل إيه حال الاقتصاد .. والأداء الاقتصادي لحكومة ترودو المسؤولة عن وضع السياسات المالية والخطوط الاقتصادية . حيث يتضح من استعراض الواقع أن هناك فترتين يمكن المقارنة بينهما الأولى فترة ماقبل الوباء .. عندما كان أصحاب المدخرات يضعون أموالهم في البنوك الكندي ويحصلون على عائد يؤدي للخسارة عندما كانت الفائدة أقل من 1% وعند احتساب الضرائب عليها كدخل يجد المدخر أنه خسر ولم يكسب بعد دفع ضرائب على الواحد بالمائة أو أقل

الفترة الثانية .. فترة الوباء ومابعدها حاليا في 2022 بالرغم من التحذير الشديد لترودو وحكومته من خطر الاقتراض وطبع الأموال .. قال ترودو إن الاقتراض لا يمثل خطرا لأنه يقترض بمعدل فائدة تقترب من الصفر ” قبل الوباء وخلال فترة الوباء عندما بقيت الفائدة قرب الصفر بالمائة ” . ترودو الذي اقترض مليارات و أدخل كندا في دين تاريخي .. التف على الشعب .. ورفع الفائدة في أقل من ثمانية أشهر خمسة مرات لتصبح حاليا 3.25 % أي أنه خراب آخر وخسارة آخرى تسببت في أعلى معدلات للتضخم وأعلى معدلات للغلاء في أسعار السلع الأساسية والغذاء وارتفاع البطالة

أيضا من أهم الأمور التي تدين حكومة ترودو ذلك التقرير الذي أعدته مؤسسة فريرز إنستيتيوت إضغط هنا لرؤية التقرير الصادم الذي كشفت عنه الصحف في كندا وهو أن 86% من إجمالي الوظائف التي ادعى ترودو أن الاقتصاد الكندي أضافها كانت عبارة عن وظائف في الحكومة أي أن ترودو يمول وظائف لا تضيف للناتج القومي ويأخذ من أموال الكنديين المحتاجين ليمول وظائف لا تدر عائدة ولا تضيف إنتاجا صافيا للاقتصاد وبرغم ذلك ينجو ترودو كل مرة

تأسيسا على ماتقدم فإن من الأرجح أن يستمر ترودو مرة أخرى ليس لأنه جيد وليس لأنه يعلم .. ولكن لأن فريقه يجيد تسويق الأفكار التي تدغدغ عقل وفكر الناخب .. مع غياب نفس القدرة في براعة ” الدغدغة ” من قبل حزب المحافظين الحزب الوحيد الذي يحاول الحفاظ على نفس الخط الملتزم دون دغدغة .. وهو خطأ تاريخي يدفع المحافظون ثمنه هم وكل الكنديين الذين يزداد نزيف خسارتهم فيما يربح أصحاب ” الكاش” وأصحاب ” المعونات ” بأنواعها والذين يفضلون العيش على المعونات دون عمل .. بمنتهى الراحة .. علما بأن الكثير ممن تلقوا تلك الإعانات .. اشتروا منازل دون أن يكون لديهم كريديت سكور حقيقي

Who

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com