وكالات – أخبار كندا

عادة ما يوصي الخبراء الماليون بالحذر في كيفية تخصيص أموالك، حتى لا تنفد لكن بالنسبة للملياردير بيل جيتس، فإن نفاد الأموال هو الهدف

أعلن الشريك المؤسس لشركة مايكروسوفت هذا الأسبوع، أنه سيتبرع بمبلغ 20 مليار دولار لمؤسسة بيل ومليندا جيتس، بينما كرر تعهده بالتخلي عن “كل ثروته تقريباً للمؤسسة” والخروج من قائمة أثرياء العالم تماماً

وأعلن جيتس عن خططه في تغريدة على تويتر يوم الأربعاء، حيث كتب: “لدي التزام بإعادة أموالي إلى المجتمع بطرق يكون لها أكبر الأثر في الحد من المعاناة وتحسين الحياة. وآمل أن يتقدم الآخرون من أصحاب الثروات الكبيرة بمبادرة مثيلة أيضاً

يأتي ذلك، فيما بلغ إجمالي الهبات التي منحها غيتس وزوجته السابقة ميليندا فرينش غيتس، أكثر من 50 مليار دولار للمؤسسة منذ العام 1994. لكن حتى يتمكن رابع أغنى شخص في العالم من تحقيق هدفه، سيحتاج إلى بذل جهد خيري ضخم للتخلي عن كل الثروة التي تقدرها بلومبرغ حالياً بنحو 113 مليار دولار بحسب ما نشر موقع العربية نت.

إليك كيف يمكنه أن ينجح في ذلك، وما التأثير الذي قد يكون له

في مدونة يوم الأربعاء، كتب غيتس أن المؤسسة تخطط لزيادة إنفاقها السنوي بنسبة 50%، إلى 9 مليارات دولار بحلول العام 2026، ارتفاعاً من 6 مليارات دولار حالياً

وأضاف: “من الواضح الآن أن الحاجة في جميع المجالات التي نعمل فيها أكبر من أي وقت مضى.. إن الأزمات الكبرى في عصرنا تتطلب منا جميعاً بذل المزيد من الجهد”، مشيراً إلى “الانتكاسات العالمية الضخمة الأخيرة” التي تتراوح من جائحة كوفيد-19 إلى غزو روسيا لأوكرانيا، وفقاً لما نقلته شبكة “سي ان بي سي”.

تأسست المؤسسة عام 2000، وهي بالفعل واحدة من أكبر المنظمات الخيرية في العالم. كما تمول المنظمة غير الربحية مجموعة متنوعة من الأعمال، مع التركيز بشكل خاص على إيجاد حلول للقضايا العالمية مثل المرض والفقر وتغير المناخ والوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم

واستشرافاً للمستقبل، كتب غيتس أنه يريد أن تصل تبرعاته المتزايدة لتمويل البحث والتطوير للوقاية من الأوبئة في المستقبل، وتخفيف تغير المناخ وتقليل وفيات الأطفال العالمية بسبب الأمراض التي يمكن الوقاية منها إلى النصف في العقود المقبلة

يشير منتقدو المؤسسة إلى المخاطر المحتملة – وتضارب المصالح – لمثل هذه المنظمة الخيرية الكبيرة التي تتمتع بسلطة غير متناسبة على كيفية إنفاق عشرات المليارات من الدولارات، خاصة في القضايا ذات الأهمية العالمية الكبيرة. كما جادل هؤلاء النقاد بأن المنظمات غير الربحية الخاصة يجب أن يكون عليها المزيد من الرقابة العامة والمساءلة

لكن مؤسسة غيتس أثرت بلا شك على العالم للأفضل. ففي دراسة أجريت عام 2008، وجد باحثو جامعة رايس أن المؤسسة ساعدت في تحفيز دعم مالي أكبر في المعاهد الوطنية للصحة للبحث في لقاحات الملاريا والسل، وأمراض عالمية أخرى مثل الربو وأمراض القلب

وبالمثل، لعبت مؤسسة غيتس دوراً رئيسياً في إنشاء تحالف اللقاحات ، وهو برنامج صحي عالمي تأسس في العام 2000 ويوفر التحصين للبلدان الفقيرة، وقد ساعد في تطعيم ما يقرب من 1.2 مليار شخص ضد أمراض مثل فيروس كورونا، وشلل الأطفال والحصبة. كما ساهمت المؤسسة بأكثر من 4 مليارات دولار في البرنامج، بما في ذلك 750 مليون دولار في التمويل الأولي، بينما ساعدت في إقناع الحكومات والمنظمات الصحية العالمية بزيادة المليارات

ويقول البرنامج إنه منع أكثر من 15 مليون حالة وفاة منذ إطلاقه

قد تنمو ثروة غيتس أكثر قبل أن يتنازل عنها بالكامل، إذ تأتي الغالبية العظمى من ثروته من الحيازات الخاصة والأسهم العادية، بما في ذلك حصة 1% في مايكروسوفت تقدر قيمتها حالياً بنحو 19 مليار دولار. فيما يتقلب صافي ثروته مع السوق، وقد زاد بنحو 25% خلال السنوات الخمس الماضية، على الرغم من التبرعات السابقة للجمعيات الخيرية وتحويل ما لا يقل عن 6 مليارات دولار إلى زوجته السابقة بعد طلاقهما عام 2021

وإذا استمرت هذه الأصول في اكتساب القيمة، فقد يجد غيتس نفسه لديه أكثر من 113 مليار دولار للتنازل عنها

Who

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com