الرئيس الأمريكي يعتزم لقاء الأمير محمد بن سلمان رغم الانتقادات
وكالات – أخبار كندا
يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الجمعة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية المحتلة قبل أن يغادر إلى السعودية لحضور قمة مثيرة للجدل
ويقول محللون إن اجتماعه بالرئيس الفلسطيني من المتوقع أن يشوبه التوتر بعد أن تراجعت العلاقات بين الطرفين الأمريكي والفلسطيني إلى مستوى متدني في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب
وسيسافر بايدن في وقت لاحق إلى السعودية للقاء الحاكم الفعلي للبلاد، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان
ومن المقرر أن يلتقي بايدن بالأمير ووالده الملك سلمان
وكان بايدن قد تعهد قبل عامين بجعل السعودية دولة “منبوذة” بسبب مقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي في 2018 على يد عملاء سعوديين
وينفي الأمير محمد بن سلمان أي علاقة له بالجريمة، لكن الاستخبارات الأمريكية خلصت إلى أنه هو من أعطى الموافقة على العملية
وستشمل القضايا التي ستُبحث بين الزعيمين إمدادات الطاقة وحقوق الإنسان والتعاون الأمني
أما اجتماع بايدن مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم الجمعة فسيكون الأعلى مستوى بين الطرفين منذ أن جمّد الفلسطينيون العلاقات في خلاف حول إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن- وهي الممثل الرئيسي للفلسطينيين- من قبل إدارة ترامب في 2018
ويريد الفلسطينيون من الولايات المتحدة أن تفعل المزيد من أجل استئناف محادثات السلام مع إسرائيل وإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، التي عملت كسفارة بحكم الواقع لدى الفلسطينيين قبل أن يتم إغلاقها في عهد إدارة الرئيس ترامب في 2019
وبالنسبة للسعودية فإنها تُعتبر أكبر منتج للنفط في العالم، وتأتي محاولة إعادة ضبط العلاقات معها في أعقاب الارتفاع في أسعار النفط الذي سببته الحرب الروسية في أوكرانيا
ويُتوقع أن تضغط الولايات المتحدة على المسؤولين السعوديين من أجل الالتزام بزيادة الانتاج
وأعلنت السعودية، في وقت متأخر من يوم الخميس، أنها ستفتح مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية الإسرائيلية التجارية- وهو قرار رحبت به الولايات المتحدة
وستشهد هذه الخطوة فتح المجال الجوي للسعودية أمام جميع شركات الطيرات التي تلبي متطلباتها لعبور الأجواء، وتمهد الطريق أمام المزيد من الرحلات الجوية من إسرائيل وإليها.
سيسافر بايدن من إسرائيل التي التقى فيها برئيس وزرائها يائير لابيد
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن الخطوة السعودية “تمهد الطريق لمنطقة شرق أوسط أكثر تكاملاً واستقراراً وأمناً
وسيصبح بايدن أول رئيس أمريكي يسافر مباشرةً إلى السعودية من إسرائيل، وهو ما ينظر إليه على أنه علامة صغيرة ولكنها مهمة على قبول الرياض المتزايد لإسرائيل بعد عقود من المقاطعة تضامناً مع الفلسطينيين
وسيصل بايدن مساء الجمعة إلى مدينة جدة السعودية، حيث سيلتقي بالأمير محمد بن سلمان للمرة الأولى منذ توليه مهام منصبه
وكان بايدن، البالغ من العمر 79 عاماً، يصر حتى الآن على التحدث إلى الملك سلمان، الذي يقول المسؤولون الأمريكيون إنه يعد النظير المباشر للرئيس الأمريكي
ورفض مسؤولو البيت الأبيض القول ما إذا كان بايدن سيثير مسألة مقتل خاشقجي، الذي كان يعيش في الولايات المتحدة ويكتب في صحيفة الواشنطن بوست
كما امتنعوا أيضاً عن الإفصاح عما إذا كان الزعيمان سيتصافحان
وأثار اللقاء المزمع غضب البعض في الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن، الذين يريدون منه أن يستغل اللقاء في الاعتراض على سجل السعودية في مجال حقوق الإنسان
وقال آدم شيف، وهو عضو بارز في مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي، الأسبوع الماضي إنه ما كان ليزور البلاد أو يلتقي بالأمير محمد لو كان مكان بايدن
وقال شيف: “هذا رجل ذبح شخصاً مقيماً في أمريكا، وقطّعه إلى قطع بأبشع الطرق مع سبق الإصرار. وإلى أن تُجري السعودية تغييراً جوهرياً فيما يتعلق بحقوق الإنسان، ما كنت لأريد أي شيء له صلة به
ودافع بايدن عن قراره، قائلاً للصحفيين في وقت سابق من هذا الأسبوع في القدس إن “موقفه من (مقتل) خاشقجي كان واضحاً للغاية، وإذا كان هناك أحد لا يفهمه في السعودية أو خلاف ذلك، فإنهم لم يكونوا قريبين مني لبعض الوقت
وقال الرئيس الأمريكي إن جولته الشرق أوسطية- حيث سيلتقي أيضاً بقادة مصر والعراق والأردن- تقدم فرصة لتصحيح “خطأ الابتعاد عن نفوذنا في الشرق الأوسط”، في هجوم واضح على سياسات سلفه الرئيس دونالد ترامب