لماذا انحنى إردوغان أمام بن سلمان بعد خمس سنوات من مهاجمته
خالد سلامة – أخبار كندا – هوا تورونتو
بعد خمس سنوات من العداء ومطالبة إردوغان بتوجيه عقوبات للسعودية للتورط في قتلها خاشقجي بالمنشار .. أنهى الرئيس التركي زيارة للسعودية انحنى أمامها أمام ولي العهد السعودي الذي يصغره في السن بعقود عديدة
إردوغان الذي تحول من مهاجم للسعودية إلى متملق لها يعلم أن هذه العلاقة ستكون بمثابة خط الحياة ليس لتركيا .. ولكن له هو بصفة شخصية حيث يتمسك إردوغان بالبقاء في الحكم حتى لا يلقى مصير بن علي أو ربما القذافي
إردوغان يدرك أنه مع تدني شعبيته في تركيا .. يحتاج اقتصاده المتدهور إلى السيولة السعودية والوعود بإبرام صفقات تجارية وتوفير موارد للخزانة التركية المفلسة تقريبا بما يمنح إردوغان الرئيس التركي مزيدًا من الوقت في السلطة وهو ما يفهمه محمد بن سلمان جيدًا
ولأن الغموض هو أساس العلاقات الدولية فإن إردوغان قرر اللعب بهذه الورقة الجديدة أو ورقته الأولى في علاقة جديدة تماما مع المملكة العربية السعودية من خلال إسقاط مطلبه بإجراء محاكمة تركية لعملاء الحكومة السعودية الذين يُعتقد أنهم قتلوا خاشقجي، وهي عملية قتل تقدرها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بأنها جاءت بأمر من محمد بن سلمان ولكن إردوغان وضع جانبًا العصا المجازية التي استخدمها العديد من القادة الغربيين لضرب محمد بن سلمان لينحني أمامه اليوم .. أمام كل العالم وكاميرات وكالات الأنباء والمراسلين .. لأن سياسيا مثل إردوغان لايعرف معنى الخجل مثل الأشخاص العاديين
في المقابل فإن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الذكي يدرك أن استخدام إردوغان في ظل الوقت الحالي سيكون ورقة ضغط جيدة على الولايات المتحدة وخاصة إدارة بايدن التي لاتدرك أن مصلحة أميركا في يد السعودية دائما بسبب ما تملكه من ثروات وما لها من علاقات في الشرق الأوسط لاتحلم أميركا بها
أيضا تعد عودة إردوغان صاغرا للسعودية بمثابة جرس إنذار مزعج للعلاقات التركية القطرية لاسيما وأن غلاقات إردوغان مع السعودية ستكون مرتبطة بعلاقات أكبر مع الصين وروسيا لاسيما وأن السعودية تقوم بتصنيع صوارخيها البالستية في روسيا
ورقة أخيرة يدركها بن سلمان بإعادته العلاقات مع إردوغان وهي جانب أمني مؤقت لاسيما وأن إردوغان يعرف بأنه وسيط حروب وقلاقل ومقاول ميليشيات كما حدث في العراق وسوريا و ليبيا وغيرها
الخلاصة .. لا تبالغ في العداوة اليوم .. فقد تنحني أمام عدوك غدا أو بعد غد
Who
