رأي اليوم : فيه ناس فعلا مش لاقية تاكل من الفقر فلا داعي للكذب
الحرية لا تتجزأ .. شعار الدول الديمقراطية .. ولهذا السبب عندما كانت هناك تظاهرات تشل الحياة في مصر قبل سنوات .. وفي السودان حاليا .. كانت دول الغرب ومنها كندا تطالب دائما حكومات تلك الدول بترك الفرصة كاملة للمتظاهرين للتعبير عن آرائهم و تقف أمام محاولات تفريق المظاهرات
في كندا عندما خرجت مسيرة الحرية وقافلة الشاحنات .. بدأت الحكومة الفيدرالية مهاجمة المنظمين منذ أول كيلومتر بدأت تقطعه الشاحنات على الطريق
أخذت قافلة الحرية تكبر وتكبر وينضم لها مناصرون من مختلف المقاطعات الكندية من أقصى الغرب إلى أقصى الغرب ليس ذلك فقط بل أن المتبرعين لدعم المشاركين بلغت تبرعاتهم وتجاوزت مبلغ ستة ملايين دولار كلها من أموال ومصادر شرعية بمنتهى الشفافية دون شك في جهات أجنبية أو غيره
مايفاقم الأمر ..
أولا : أن رئيس الوزراء الكندي يخرج على كل الكنديين بخطاب تنطبق عليه شروط خطابات ” الكراهية ” لأنه يفرق بين الكنديين ويحرض البعض ضد البعض
ثانيا : أطلق رئيس الوزراء أبواقا خرقاء من حكومته تفاقم حالة الانقسام بين الكنديين
ثالثا : على عكس ما تطالب به حكومة كندا الدول التي يجري بها مظاهرات تحاول كندا اليوم بكل الطرق أن تنزع من المتظاهرين حقوقهم . . ويريدون من المتظاهرين أن يذهبوا من ” الميادين ” التي كانوا ينادوا بترك متظاهري الدول الأخرى فيها لأبد الآبدين
قبل أن نستمر دعون نسأل لماذا انطلقت قافلة أو أو مسيرة الحرية .. الموضوع يعود إلى الدور المحوري لسائقي الشاحنات منذ انطلاق الوباء .. عندما أصدرت الحكومة توجيهاتها للجميع بالبقاء في منازلهم ومنعت السفر وأغلقت الحدود أمام الجميع باستثناء سائقي الشاحنات الذين أعفتهم من أية قيود لعلمها أن بدون هؤلاء .. لن يجد الكنديون ما يأكلون وما يصنعون لأن معظم غذائنا يأتي عبر الحدود مع الولايات المتحدة
والحق نقول .. كان سائقوا الشاحنات هم العاملون الوحيدون (ربما) الذين تجدهم على الطريق يعبرون الحدود دون أن يقيموا وزنا لإصابتهم بالكورونا التي كانت وقتها مميتة واستمروا كذلك حتى أن الكنديين لم يشعروا لحظة ولم يعانوا من شح أو نقص في المواد
بعد أن وصلت نسبة التطعيم لحوالي 90% في كندا كانت الحكومة قررت استمرار إعفاء سائقي الشاحنات من ضرورة الحجر الصحي بعد العودة وضرورة الحصول على التطعيم كشرط لاستمرارهم في القيام بعملهم وعبور الحدود كما كانوا
هناك بالفعل من لايجدون ما يكفيهم لإطعام أنفسهم وأطفالهم والدليل أن بنوك الطعام نفسها تعاني فلماذا يكذب بعض المسؤولين؟ أنهم لا يشعرون بالمواطن العادي
وزارة النقل والحكومة الفيدرالية والسلطات الصحية أصدرت قرارا في شهر يناير الماضي باستمرار إعفاء سائقي النقل من الشرط المشار إليه .. هذا القرار تم إبلاغه لكل الصحف ووسائل الإعلام في كندا رسميا .. ولكنه لم يستمر سوى 18 ساعة لتعود الحكومة وتلغيه وتطلب ضرورة تطبيق المعايير على السائقين وفرض التطعيم عليهم كشرط لاستمرارهم في القيام بأعمالهم وعبور الحدود
بعد أن اطمأنت الحكومة إلى تحسن الأوضاع .. تنصلت الحكومة ببساطة ممن جازفوا بحياتهم وقت الخطر الحقيقي لتستمر حياة السياسيين والشعب .. وقت أن كان الجميع خائفا من الحديث إلى أخيه .. كان السائقون على الطرقات ليلا ونهارا يجلبون البضائع والغذاء من كل مكان .. والغريب أن بعض هؤلاء السائقين الذين يقضون يومهم على الطريق كان لا يسمح لهم أصحاب الشركات والمخازن التي يسلمون بضائعهم إليها باستخدام ” التواليت” تخيل .. سائق في البرد يريد الذهاب للحمام .. ويرفض صاحب المصنع أو المتجر السماح له بذلك
مبدئيا .. مسيرة الحرية لاتتكون فقط من السائقين ولكن انضم إليها كنديون من مختلف الحرف والصناعات الذي رأوا أن الحكومة صرفت أموالا طائلة سلمتها إلى من لايستحق .. في الأوقات الصعبة .. بينما لم يتم تعويض الذين تحملوا أعباء إضافية بأي شيئ إضافيى بمعنى أن ” العواطلية ” و ” المزورين ” كانوا يحصلون على مبالغ مجانية من جيوب من استمروا في أعمالهم وسط الخطر والأوقات الصعبة .. واليوم .. تريد الحكومة معاقبة من ضحى ليعطي من لا يستحق ” ليس الجميع لا يستحق بالطبع ” ولكن هذا هو الواقع
مايفاقم الأمر ..
أولا : أن رئيس الوزراء الكندي يخرج على كل الكنديين بخطاب تنطبق عليه شروط خطابات ” الكراهية ” لأنه يفرق بين الكنديين ويحرض البعض ضد البعض
ثانيا : أطلق رئيس الوزراء أبواقا خرقاء من حكومته تفاقم حالة الانقسام بين الكنديين
ثالثا : على عكس ما تطالب به حكومة كندا الدول التي يجري بها مظاهرات تحاول كندا اليوم بكل الطرق أن تنزع من المتظاهرين حقوقهم . . ويريدون من المتظاهرين أن يذهبوا من ” الميادين ” التي كانوا ينادوا بترك متظاهري الدول الأخرى فيها لأبد الآبدين
رابعا : عندما يقول أحد الوزراء الأبواق أن الكنديين لن يموتوا من الجوع فهو يدرك تماما أن هناك من الكنديين فعلا من لايستطيع أن يستخدم سيارته للارتفاع الرهيب في أسعار الغذاء والبنزين والتأمين وكل شيئ .. فهناك من يفضل ترك سيارته واقفه لأنه لم يعد قادرا على وضع عشرة لترات من البنزين تكلفة 15 دولار .. وهو يريد طبقا من الأرز يعيل به أولاده بينما ينعم السياسيون والأبواق بالسفر على متن الطائرات والقطارات وأحدث السيارات على حساب هؤلاء المعدمين ” من دافعي الضرائب” الذين لا يستطيعون تحمل غلاء لتر البنزين
بعد ذلك يتجرأ رئيس الوزراء بالقول بأن المتظاهرين قلة .. لا أيها ” الزعيم الملون المختفى ” إن المحتجين من كل أرجاء كندا .. وهناك محتجون لم يخرجوا بالفعل ولكنهم محتجون على مايحدث في كندا من هدر للموارد وإساءة استخدام لأموال دافعي الضرائب .. والفساد في كل شيئ من تعيين الأصحاب والأقارب .. والتربح من الوظائف .. والتستر على السارقين
المحتجون في كندا ” فروم كوست تو كوست تو كوست ” علك تفهم أيها الزعيم الملون المختفى