رأي اليوم : كندا ليست في حاجة إلى ” قائد” بالألوان 
أخبار كندا – هوا تورونتو- خالد سلامة
تخيل لا قدر الله أن كندا تدخل في حرب أو تتعرض لاعتداء خارجي؟ تخيل لاقدر الله أن تتعرض كندا لكارثة طبيعية كما يحدث في دول العالم ؟ وتخيل لا قدر الله أن تتعرض كندا لأزمة خانقة في المواد الغذائية خاصة وأن كندا لا تنتج ما يكفيها وما يلزم شعبها من الغذاء؟
في مثل هذه الظروف يظهر الرجال .. يظهر القادة .. وتظهر القيادة .. في مثل هذه الظروف يتوارى الجبناء .. و يطفو على السطح أشباه الرجال وتعلوا أصواتهم وتغريداتهم .. و يتهرب الجميع من المسؤولية
هذا ما حدث في أوتاوا حتى قبل أن تصدر المخابرات الكندية تعليماتها للبرلمان الفيدرالي بإصدار كتب ومذكرات داخلية لكل النواب بضرورة ترك منازلهم والذهاب إلى مناطق غير معلومة خوفا من تظاهرة قوامها عدة آلاف من الشاحنات التي كانت تزحف إلى البرلمان في العاصمة أوتاوا
من يفترض فيه أن يكون القائد اتخذ قرارا ” قد يكون هو القرارا الحاسم الوحيد” بالهرب والاختفاء حتى قبل أن تصدر له تعليمات المخابرات .. قرر ” القائد ” المسؤول الأول أن يهرب من المواجهة بأن يدخل الحجر الصحي بسبب اشتباه مخالطته لأحد المصابين بالكورونا
بعد ذلك بيومين .. اختفى ” القائد” في مكان غير معلوم بصحبة المخابرات .. وكأننا في حرب
من يفترض فيه أن يكون القائد والمسؤول الأول ترك لنا أبواقا مبحوحة نحيلة تخشى على مقعدها في البرلمان ومنصبها الذي لم تكن تلك الأبواق تتخيل أن تصل إليه ” لن نتحدث عن المزايا المالية والزيادات والمنافع والمزايا وعشرات الرحلات بالطائرات والإقامة في الفنادق وقت الوباء ” بينما يعاني الجميع وتنعم تلك الأبواق بالسفر دون داع في مهمات حكومية على حساب دافع الضرائب الكندي لا لشئ سوى لصورة على السوشيال ميديا يصاحبها عدد هائل من اللعنات و عدد محدود من اللايكات من نفس الأسماء في الغالب
بالرغم من مرور عشرات السنوات على اغتيال السادات على أيدي الجماعات المتطرفة في مصر إلا أن العالم يتذكر كيف وقف السادات بكل شجاعة يتلقى الطلقة التي أنهت حياته .. دون أن يقفز تحت مقعد أو يختفى في كوخ (رغم تحذير المخابرات للسادات لم يرتدي حتى سترة واقية من الرصاص) لأنه بمنتهى البساطة .. قائد .. مسؤول .. يواجه
كندا تحتاج قائدا .. مسؤولا .. رجلا يعتمد عليه .. ليس شخصا بالألوان