مسيرة الحرية تطوف كندا وسط تخبط من أوتاوا وتدني لشعبية ترودو
خالد سلامة – أخبار كندا
مسيرة الشاحنات .. المسيرة المعروفة باسم ” مسيرة الحرية ” والتي انطلقت قبل أيام من شرق كندا إلى غربها أصابت الحكومة الفيدرالية بهزة عنيفة .. ليس لأنها مسيرة بالشاحنات الكبيرة وليس لأنها تعترض على فرض الحجر الصحي وفرض التطعيم على سائقي الشاحنات العابرة للحدود ولكن لسبب بسيط .. وصادم .. وهو أن تلك المسيرة قد كشفت مدى سخط غالبية الكنديين المتابعين ” الفاهمين” على أداء الحكومة الفيدرالية وأثر ذلك ليس فقط على الاقتصاد وارتفاع الأسعار ولكن أيضا على ارتفاع معدلات الدين العالم وعجز الموازنة الذي وصفته احدى المتخصصات بأنه عجز ” ا لموازنة” لن تستطيع كندا موازنته سوى بحلول 2070
ما فاقم الوضع سوءا على الأرض هو هجوم رئيس الوزراء ” ترودو” على منظمي المسيرة واصفا إياهم بأنهم ” أصحاب الرقاب الحمر” وهو لفظ يطلق على الأميركيين الجنوبيين ” البيض” الذين يتميزون بالعنصرية
إطلاق لفظ ” رد نيك” على شخص هو مرادف للعنصرية البغيضة .. لذلك كانت غضبة مايزيد على 60 ألف كندي ومثلهم ممن تبرعوا للمسيرة بمبالغ مالية تجاوزت خمسة ملايين دولار
الحكومة الكندية استهانت بهذه المسيرة ورد فعلها وهاهي تتقدم نحو أوتاوا لتطالب بتصحيح المسار
الحكومة الكندية أيضا طلبت من المحطات الرئيسية للتليفزيون ” التي تملكها ” أن لا تغطي المسيرة وتقلل منها لكن منصات التواصل الاجتماعي وبعض المحطات المستقلة كشفت عكس ذلك وكشفت عجز الحكومة
عجز الحكومة تجلى في تدني رهيب لشعبية ترودو حاليا ليس فقط بسبب أداء حكومته ولكن بسبب الديون التي وضع الاقتصاد بها وتوقف حركة العمل وصعوبة إيجاد عمال للمصانع
عجز الحكومة تمثل أيضا في وضع ” مهين ” ظهر به عمر الغبرا بشكل لا يرقى لمستوى وزير بقدره عندما تهرب أكثر من مرة من سؤال مذيعة في السي بي سي حول صميم عمله وفشل حكومته ووزارته في التعامل مع أزمة السائقين الأخيرة من ناحية و مشاكل سلاسل التوريدات في كندا والمعروفة بال” سبلاي تشينز” والمسؤولة عن نقل وتدفق السلع والمنتجات وتوفيرها في مختلف الأسواق بالنقل والتخزين وغيرها
الحكومة الفيدرالية في أزمة .. بل في كابوس .. اسمه ” مسيرة الحرية ” التي تفرضها الشاحنات وتمليها إرادة الكنديين الذين أرهقهم الإغلاق وإعادة الفتح ثم الإغلاق والكساد ووقف الحال .. ولازالت الحكومة تتذرع ب” الفاكسين” وغسل اليدين