ملف التأمين يهدد بالانفجار وتوقف الأعمال في أونتاريو
خالد سلامة – أخبار كندا
لاشك أن التأمين في كندا يمثل جزءا كبيرة من حياة كل كندي على اختلاف مستواه الاجتماعي ومهما كان دخله
إن كنت مهاجرا جديدا في كندا فإن أول ما يقابلك فور وصولك هو التعامل مع شركات التأمين مرتين على الأقل وبسرعة مرة عندما تؤجر منزلا ( قبل أن تتملك المنزل ) ومرة عندما تريد أن تشتري سيارة حتى وإن كان ثمن تلك السيارة لا تتجاوز 500 دولار
التأمين هو حماية بالفعل ولكن عندما يصل التأمين إلى تعجيز الشخص و التهديد بتعطيل الشركات وإفلاسها وخروجها من السوق فإن هذا التأمين يتحمل من نعمة إلى كارثة
هذا ما يحدث بالفعل مع العديد من الشركات والمصانع التي فشلت في الحصول على تغطية تأمينية خلال تفشى الوباء وخرجت بعض المشروعات من السوق بالفعل
آخر الشركات التي تواجه خطر التوقف حاليا هي شركات تقدم خدمة لا غنى في الشتاء وهي الشركات التي تقوم بإزالة الجليد من الطرق الفرعية والأماكن الخاصة سواء المجمعات التجارية أو السكنية وما في حكمها بسبب ارتفاع أقساط التأمين بأرقام فلكية
أحد ملاك شركات إزالة الجليد في أونتاريو قال إن أقساط التأمين الخاصة بشركته كانت 5 آلاف دولار فقط عام 2016 ولكن تلك الأقساط واصلت الارتفاع ليدفع العام الماضي 70 ألف دولار ( سبعين ألف) ولكن الارتفاع الجنوني لم يتوقف حيث فوجئ عند تجديد تأمينه هذا العام بأن الشركة تطالبه بمبلغ 110 ألف دولار في السنة كشرط لإعطائه التأمين
من خمسة آلاف إلى 110 ألف دولار خلال خمس سنوات .. إنه جنون .. ولكن ما العمل .. البديل الوحيد هو رفع السعر على الزبائن الذين يتعين عليهم الدفع صاغرين
وعما إذا كان رفع السعر على الزبائن لا يشكل خطرا عليه من حيث فقد زبائن محتملين يقول مالك الشركة إن ذلك غير ممكن حاليا لسبب .. هو تقلص عدد الشركات المنافسة التي لم تستطع دفع الأقساط العالية وخرجت من السوق
التأمين يهدد الأفراد والمشروعات الصغيرة في أونتاريو بالإفلاس والخروج من السوق
ويضيف مالك الشركة إنه في عام 2016 كان ينافس 20 شركة أخرى في تقديم تلك الخدمات وبالتالي يقدم تسهيلات وخصومات حتى يحصل على مزيد من الزبائن ولكن زيادة التأمين جعلت عدد الشركات المنافسة ينخفض من 20 شركة إلى خمسة فقط وهنا يجد الزبون نفسه مضطرا لدفع مبالغ أكبر وأكبر وأكبر وللأسف هذه المبالغ لا يستفيد منها ملاك الشركة
التأمين تحول إلى شريك لنا جميعا في أرزاقنا .. فليس من المعقول أن تكون التأمين الشهرية على السيارة والمنزل تتجاوز أحيانا 600 أو 700 دولار لأسرة منخفضة الدخل لا يتجاوز دخلها 1600 إلى 2000 دولار ..
لماذا لا تتدخل الحكومة؟ ببساطة لأن الحكومة تغض الطرف عن الكبار ولأن ممثلينا من النواب لايستطيعون تمثيلنا بالفعل وأخيرا لأن شركات التأمين لا تجد من يواجهها في الوقت الذي يستفيد من التأمين محامون متخصصون في التأمين و طرقه الملتوية التي يطول شعرها