مصر تعيد افتتاح طريق مذهل عمره 3000 عام باحتفال عالمي
وكالات – أخبار كندا
كثيرون في مصر، قديما وحديثا، وبينهم مسؤولون على أعلى المستويات، كانوا دائما يتحدثون عن حلم كبير يراودهم، ويتمنون لو يتحقق، لأنه مهم ويغني السياحة ويدر الملايين، إلا أن سنوات بالعشرات مرت ولم يحرك أحد ساكنا طوال 7 عقود تقريبا
السبب أن ما شقه الفراعنة قبل أكثر من 3000 عام، لم يعد موجودا أصلا، ولأن 450 مبنى سكنيا وعشوائيات ومحلات تجارية على أنواعها وبازارات شعبية متهالكة، احتلته وسيطرت عليه بالكامل، كما تمركز فيه عشرات من الباعة المتجولين، وظهرت عليه مدارس وعيادات و3 مساجد وكنيسة، حتى وقسم للشرطة بنوه في 1945 وسطه بالذات
إنه الطريق المعروف باسم “وات نثر” بهيروغليفية مصر الفرعونية، أو “طريق الإله” المقصود به “أمون” تحديدا. أما حديثا، فاسمه “طريق الكباش” الموصوف دائما بمبهر ومذهل، ويفتتحه مساء اليوم الخميس في احتفال عالمي بكل المقاييس، الرجل الوحيد الذي حول الحلم إلى حقيقة، وهو الرئيس عبدالفتاح السيسي، بحيث يعود الطريق إلى الحياة بتوابع إيجابية كثيرة بعد 30 قرنا، وفقا لما استنتجته “العربية.نت” من متابعتها مساء الأربعاء لمقابلة طويلة أجرتها فضائية تن المحلية، مع أكثر من اجتهد وعمل لإخراجه من ركام القرون
في المقابلة تحدث اللواء الدكتور سمير فرج، محافظ الأقصر الأسبق، وزميله الدكتور منصور بريك، المعروف بخبير أثري، سبق وألف كتابين عما يتوقعون بأن يصبح أشهر طريق في العالم بدءا من الخميس، وفيها ورد على لسان الخبير الأثري، أنه كان “طريقا مقدسا” للفراعنة بزمنهم، عرضه 76 وطوله 2756 مترا، وأن أول من فكر به كانت الملكة “حتشبسوت” ليربط بين معبدي الأقصر والكرنك، والثاني هو المهم، لأنه كان للاله أمون-رع في “طيبة” عاصمة مصر القديمة
ولم يكن ليمشي عليه أي كان، حين بدأ بشقه الملك “نختنبو الأول” مؤسس الأسرة 30 الفرعونية، وهي آخر أسر مصر القديمة، بل خصصوه لإحياء احتفالين كل عام: عيد “الآوبت” حيث يبدأ الحصاد، وعيد تتويج الملك، وبعد أن اكتمل تعاقب ملوك عليه، وكان كل منهم ينصب تماثيل على حافتيه في ترويج له على الطريق. وكانت لرأس كبش وجسد حيوان آخر، لأن ذكر الخراف كان يمثل الخصوبة لأمون، وحين تمت تسمية الإله “امون رع” جعلوا الرمز جسم أسد ورأس كبش
أما أول من نصب تماثيله على جانبي “طريق المواكب الكبرى” فكان الملك أمنحوتب الثاني، ثم جاء بعده توت عنخ أمون وآخرون سواه، حتى طواه النسيان بمجيء الرومان الذين اعتادوا سحب قواعد التماثيل من مكانها، لاستخدامها في مبان لهم، وترك التمثال مرميا على الطريق الذي راحت الأتربة والرمال تغطيه مع الوقت، حتى احتفى تحت طبقة عمقها 6 أمتار، ولم يعد أحد يعرف مكانه مع تكاثر العشوائيات والاحتلالات
وقبل 6 سنوات بدأ فريق، بتشجيع من الرئيس السيسي، رحلة بحث شاقة عن المكان التاريخي للطريق، كما كان زمن الفراعنة تماما، وسط تشاؤم سكان المنطقة، ممن كانوا يرددون عبارة “لا تتعبوا أنفسكم، فلن تجدوا شيئا”. إلا أن الحفر بدأ في كل مكان متاح، بحسب ما تلخص “العربية.نت” مجريات المقابلة، حتى وصل في 2006 لعمق 6 أمتار بين المعبدين الشهيرين، وفي ذلك العام بالذات، ظهر للحافرين عدد من التماثيل، تبين أنها المخفية تحت التراب طوال أكثر من 3000 عام
كانت التماثيل سليمة، بعكس ما كانوا يتوقعون بسبب ما مر على المنطقة من فيضانات وما تم بناؤه فيها من عشوائيات وبازارات وبيوت، اضطروا لدفع تعويضات مليونية لأصحابها ليغادروها. كما أعادوا بناء مراكز العبادة في أماكن أخرى بالمنطقة، وأعادوا إلى جانبي الطريق أكثر من 1200 تمثال وجدوها ورمموا بعضها
أزالوا العشوائيات بصعوبة كبيرة، وأعادوا بناء مراكز العبادة في مكان آخر، وحفروا حتى عثروا على الطريق كما كانت
أزالوا العشوائيات بصعوبة كبيرة، وأعادوا بناء مراكز العبادة في مكان آخر، وحفروا حتى عثروا على الطريق كما كانت
وأهم ما تم العثور عليه، لوحة غيرت تاريخ مصر بأكمله، وهي للملك “ست نخت” مؤسس الأسرة 20 ووالد رمسيس الثالث، مؤرخة بالعام الرابع من حكمه، فيما كان الاعتقاد أنه حكم عامين فقط، وفيها يذكر أن ثورة اجتماعية حدثت، دخل من شاركوا فيها إلى معبد الكرنك وحطموا تماثيله، فعاقبهم وأقام سورا حمى به المعبد الشهير، ثم نصب اللوحة كذكرى للحادثة