العيشة الآدمية قد تصبح مستحيلة إن كان دخلك هكذا في أونتاريو

خالد سلامة – أخبار  كندا

قبل الارتفاعات المستمرة والمتوالية في أسعار المواد الغذائية وارتفاع تكلفة الوقود الذي يدف كل الأسعار نحو الارتفاع فضلا عن ارتفاع تكلفة السكن يبرز السؤال الأهم حاليا .. وهو ما هو الحد الأدنى من الدخل وبالتالي الحد الأدني للأجور الذي يكفي لمواجهة تكاليف وأعباء الحياة اليومية

ما نقصده بتكاليف وأعباء الحياة اليومية هنا نقصد به المبلغ الذي يلزم لتلبية احتياجات المأكل والمشرب والملبس المعتدل جدا والانتقالات وبعض تكاليف الدواء وليس العلاج

هذا الحد الأدنى لايشمل أيضا عدم تراكم أو سداد أية ديون أو حتى سداء تكاليف القروض وأولها القروض العقارية

طبقا لدراسة تحليلية أعدتها شبكة أونتاريو ليفينج ويج نتورك والتي قارنت فيها أعباء المعيشة مع معدلات الأجور في كافة مناطق أونتاريو فإن أقل أجر يجب أن يحصل عليه الشخص الذي يعيش في تورونتو الكبرى يجب أن لا يقل عن 22 دولار في الساعة لمن يعيشون في تورونتو

نظرة سريعة إلى الأرقام التي أوردتها دراسة شبكة أونتاريو تشير إلى أن أي شخص لديه أسرة مكونة من ثلاثة أفراد و يقل دخل منزله عن 75 ألف دولار سنويا لن يستطيع توفير أي دولار أو سنت وسيعيش يوما بيوم معرضا للأزمات إن واجهته أية طوارئ غير متوقعة بينما سيصبح مستحيلا على أي شخص يتقاضي أقل من 20 دولار في الساعة أن يعيش عيشة آدمية حتى وإن كان بمفرده

تورونتو جاءت على رأس مناطق أونتاريو للأعلى تكلفة وفقا لهذا التقرير بينما جائت منطقة لندن هي الأقل تكلفة

في أونتاريو ومنذ عام 2018 يبلغ الحد الأدنى للأجور 14.35 دولار في الساعة وبالرغم من أن هذا هو الحد الأدنى المحدد لكل الأعمال فإن أغلب المشروعات الصغيرة تدفع أكثر من هذا الرقم لاجتذاب العاملين خاصة خلال الفترة التي واكبت انتشار وباء كوفيد والذي شجع معظم العاملين على عدم العمل خاصة وأن واحدا على الأقل في كل منزل يستلم إعانة تقدر بحوالي 2000 دولارا شهريا مما وضع أصحاب الأعمال في وضع حرج للغاية بعد أن ترك العاملون الذين يحصلون على الحد الأدنى أعمالهم وفضلوا الراحة في المنزل والحصول على الإعانة

لماذا ترك هؤلاء العاملون أعمالهم وفضلوا البقاء بالمنزل .. حسبة بسيطة .. 2000 دولار هو نفس المبلغ الذي يحصل عليه شخص يعمل 35 ساعة أسبوعيا على الأقل قبل خصم الضرائب ومصروفات التنقل وغيرها من مصروفات يومية

البعض يقول إن الحل هو قيام الحكومة بفرض زيادة الحد الأدنى للأجور ورفعه إلى حوالي 16 دولارا أو أكثر ولكن هذا الحل لن يساعد أبدا العاملين المجتهدين وأصحبا الدخول المتوسطة لأكثر من سبب أولها أن هؤلاء لن يحصلوا على زيادات بالمعنى المفهوم والثاني أن أي زيادة في الحد الأدنى للأجور سيصاحبها زيادة أخرى في الأسعار من شأنها أن تفاقم الوضع المعيشي في أونتاريو

Who

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com