حكايات شتوية .. أولاد المحظوظة
بقلم – خالد سلامة
أولاد المحظوظة
نظر في هاتفه الجوال بسرعة ليعرف كم كانت الساعة .. أوه لقد قاربت منتصف الليل في ليلة شتاء ترتعد فيها حتى فروع الأشجار الشابة في مدخل منزلهم
قفز من سيارته وتأكد من أن إشاراتها تؤكد له بألوانها البرتقالية إن الأبواب قد تم إغلاقها وتأمينها
أدار ظهره للسيارة ونظر إلى باب المنزل الذي يبدو من خلفه ضوء الصالة الكبرى حيث اعتادت والدته ووالده أن يجلسا في انتظار عودته للمنزل
آه ..” كم أتمنى أن يكون باب المنزل يؤدي لحجرتي مباشرة “.. هكذا تمنى في نفسه حتى يتجنب المواجهة المعتادة من والديه اللذان يعاتبانه دائما على العودة متأخرا خاصة في ليالي الشتاء التي تخلو الشوارع فيها من الحركة في حيهم السكني الهادئ
يا إلهى .. لم أعد صغيرا حتى يعاتبوني هكذا كل مرة اعود فيها من الخارج قرب منتصف الليل ..
أنا لا أفعل شيئا غير معتاد .. أنا أجلس مع أصدقائي .. نتسامر .. نتأخر كثيرا أحيانا خاصة وأن بعضهم ليس له من يسأل عليه أو يعاتبه عند العودة سواء في منتصف الليل أو وش الصبح
محظوظون هم هؤلاء الذين لا يعاتبهم أهلهم أو من لايوجد أصلا لهم أهل يعاتبونهم
أفاق من حديثه السريع مع نفسه على حركة سريعة لحيوان بري مر بسرعة ليس ببعيد عنه
سارع في اختيار مفتاح باب المنزل من وسط سلسلة مفاتيحه وأداره في قفل الباب برقة حتى لا يحدث صوتا عسى أن يكون والداه نائمين
دخل من الباب الخارجي .. شعر بالدفئ بمجرد الدخول من باب المنزل
نظر في اتجاه الصالة .. رأي والديه يتأهبان للصعود للطابق الأعلى
حدث نفسه مجددا وقال .. حانت ساعة المواجهة وحان وقت العتاب
لم يطل حديثه مع نفسه كثيرا و قطعت حركة والديه تجاه الطابق العلوى استرساله في حديثه مع نفسه انتظارا للرد الذي سيحضره للسؤال المعتاد ( ليه بس التأخير ياحبيبي ..) بلهجة لا تخلو من الحدة
عقد حاجبيه دهشة بعد أن راي والديه يلقيان عليه تحية الليل ( تصبح على خير) وصعدا السلم ليتوجها إلى غرفتيهما
لم يدر كم من الوقت مر قبل أن يدرك أنه لازال واقفا خلف الباب لم يخلع حذائه الأنيق
اكتفى أن يخلعه بسرعة من قدميه دون أن يفك الأربطة
صعد السلم وهو ينظر نحو باب غرفة والديه وهو يغلق بهدوء
يا إلهي لقد أصبحت محظوظا .. لم يفتح والداي تحقيقهما المسائي المعتاد
دخل إلى غرفته .. جلس على الفوتيه المريح بجوار سريره .. ثم بدأ ما لم يكن يخطر على باله مطلقا
يتبع .. خالد سلامة