الشرطة اتهبلت

Khaled Salama

على مدى الأسابيع الماضية تابعنا العديد من الحوادث التي كانت الشرطة طرفا معتديا فيها بما يلقى بظلال من الشك والقلق على سلامتنا وعلى مستقبل هذه البلاد إن استمر هذا الأسلوب الذي كان يمكن أن يمر مرور الكرام أو تحت الرادار كما يقولون لولا ماحدث في الولايات المتحدة من إضرابات عقب مقتل جورج فلوين الرجل من الأصول الأفريقية والذي قتله شرطي أخرق خنقا خلال عملية اعتقال عادية جدا بسبب عشرون دولارا مزورة أراد جورج أن يشتري بها سجائر من محل صاحبه عربي أبى هو الآخر إلا أن يستدعي الشرطة للرجل بسبب العشرون دولارا الملعونة  كل هذا يجلعنا نسأل أنفسنا عدة أسألة تجلعنا نشك في قدرة الشرطة في أمور مثل  

  • قدرة الشرطة على التعامل بنزاهة مع الأشخاص
  • مدى مشروعية استخدام القوة مع الموقوفين
  • تواطؤ رجال الشرطة الآخرين الذين يشاهدون زملائهم يمارسون العنف ولا يبادرون لمنعهم لمصلحة الموقوف
  • استخدام الشرطة للسلاح الناري بصورة غير متكافئة تماما كما حدث  في مأساة قتل الرجل الستيني المريض إيجاز شودري مؤخرا في ميسيساجا 

بالإضافة إلى تساؤلات عديدة حول نوعية التدريب المستمر والمراجعات والمحاسبات والمتابعات التي يجب أن تتم  داخليا دون أن يكون التحقيق رد فعل لخطأ فادح كانت الشرطة طرفا فيه 

إيجاز شودري لماذا تم قتله؟ هذه الحادثة في حد ذاتها تثير الكثير من علامات الاستفهام ليس فقط حول الأخطاء التي ترتكبها الشرطة دون مبرر من حيث استخدام القوة غير المتكافئة للتعامل مع مجرد متهم ولكنها تشير إلى قضايا في غاية الأهمية من بينها كيف يتم اتخاذا قرار التدخل وعلى أي أساس ثانيا كيف يتم تقييم الموقف ومن هو الشخص المسؤول عن إعطاء الأمر بالتعامل العنيف أو استخدام السلاح لتصفية المتهم في حالة وجود مقاومة أو استخدام المتهم لأي سلاح وما هو نوع السلاح فليس من المعقول أن أطلق النار على شخص لأنه يمسك سكينا ويلوح بها عن بعد بذريعة أننا حذرناه وأمرناه أن يلقى السكين خاصة وأن الأمر لايتعلق بالتعامل مع إرهابي

بكل المقاييس تعتبرعملية قتل شودري خطأ فادح وجريمة لا تغتفر من جانب الشرطة بحق ذلك  الرجل الستيني غير القادر على الحركة بصورة طبيعية

الرجل الذي  يعاني من أمراض نفسية   مع عدم قدرته على الحركة بصورة عادية حسب وصف أقربائه  راح ضحية إطلاق نار غير مبرر من قوة الشرطة التي حضرت لمسكن الرجل الذي كان يعاني على مايبدو من نوبة غضب نفسية مما دفع أقاربه إلى الاعتراض والخروج للشوارع دون تصريح وإغلاق أحد التقاطعات في ميسيساجا دون تصريح من الشرطة ،مما يجعل من هذا الحادث وعملة  التظاهر  أمرا غير مسبوقولم نعتاد عليه في كندا  

قد نلتمس العذر لمن خرجوا في تلك الاحتجاجات خاصة وأن معظمهم شباب من الكنديين ذوي الأصول الملونة ومنهم الكثيرون من المسلمين الذين يظهرون في تلك التظاهرة التي تقول الكثيرحول كذبة كان يحلو للجميع أن يصدقها وهي أنه لايوجد في كندا تمييز عرقي والجميع سواسية ولكن يبدو أن هؤلاء الشباب قرروا أو يكشفوا الغطاء عن تلك الكذبة ويوضحوا للعالم أن هناك تمييزا بالفعل من قبل ” البيض” تجاه الملونين” وهو ما أكد عليه لحظة كتابة هذه السطور وزير التعليم في أونتاريو ستيفن لاتشي الذي فصل مدير التعليم في بيل لتقاعسه عن حماية الطلاب من ذوات البشرة السوداء رغم تحذيرات الوزير المتكررة لمجلس مدارس بييل بضرورة التحرك واتخاذ إجراءات حاسمة للتخلص من تلك الآفة المعروفة بالعنصرية ضد الطلاب من ذوي البشرة الداكنة على وجه الخصوص 

Who

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com