استباحة إسرائيلية للأقصى عشية مفاوضات غزة
كتب – فريق التحرير
استباح وزيران إسرائيليان وعدد من أعضاء الكنيست ونحو ثلاثة آلاف متطرف يهودي باحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة تحت حماية شرطة الاحتلال، وأدوا طقوساً تلمودية بمناسبة ذكرى ما يسمى «خراب الهيكل»، الأمر الذي وصفه مسؤول في الأوقاف الإسلامية بالقدس بأنه «استفزازي»، ودانته دول عربية وإسلامية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وانتقدته والولايات المتحدة، وسط تحذيرات من دفع الأوضاع إلى حافة الهاوية
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، مساء أمس، إن أكثر من 2958 مستوطناً ومتطرفاً اقتحموا المسجد الأقصى منذ الصباح، بينهم وزيران وعضو في الكنيست الإسرائيلي. وأكدت مصادر فلسطينية أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير اقتحم المسجد الأقصى، إلى جانب وزير شؤون النقب يتسحاق فاسرلاوف. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هاليفي كان من بين مقتحمي الأقصى. وأكدت دائرة الأوقاف الإسلامية، أن شرطة الاحتلال تمنع المصلين الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين
وأظهرت مقاطع فيديو وصور على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن بينها ما نشرته دائرة الأوقاف الإسلامية، بن غفير وهو يتجوّل في باحات المسجد الأقصى. وفي مقطع فيديو مصوّر نشره عبر حسابه على منصة «إكس»، تعهّد بن غفير بـ«النصر». وقال: «يجب أن ننتصر في هذه المعركة، يجب أن ننتصر وألا نذهب إلى مباحثات في الدوحة أو القاهرة»، في إشارة إلى الدعوة لمفاوضات تعقد في 15 آب/أغسطس. وأضاف: «يجب أن نهزم حماس، يجب أن نركعهم». وأكّد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان أصدره حول واقعة اقتحام المسجد الأقصى أن «ما حدث هذا الصباح.. استثناء للوضع المعمول له
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن اقتحامات المستعمرين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، تأتي في إطار الاستهداف المتواصل للقدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية، وتمهيداً لفرض السيطرة الكاملة عليها وتهويدها، بما يشكّل انتهاكاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، بما فيها قرارات اليونسكو. وطالبت الخارجية الفلسطينية في بيان لها أمس، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه معاناة الشعب الفلسطيني عامة، والقدس ومقدساتها خاصة، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967
وأعرب عدد من الدول العربية والإسلامية والدولية، عن إدانتها لاقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، ورفع العلم الإسرائيلي داخله. ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات، اقتحام متطرفين إسرائيليين، بزعامة وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال بن غفير، المسجد الأقصى، مؤكداً أن هؤلاء المتطرفين الموتورين يدفعون الأمور إلى حافة الهاوية، ويتعمدون استفزاز مشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم
وشددت مصر على أن تلك التصرفات غير المسؤولة والمستفزة سياسة ممنهجة يتم تنفيذها على الأرض، وهو ما يستدعي العمل على وقف مظاهرها بصورة فورية، والالتزام بالحفاظ على الوضع القانوني القائم. وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة بأشد العبارات، الاقتحامات السافرة والمتكررة من قبل مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي ومئات المستعمرين للمسجد الأقصى المبارك، بينما اعتبر الأردن، في بيان إدانة، أن هذا الاقتحام «خرق فاضح للقانون الدولي
وانتقدت الولايات المتحدة قيام بن غفير بأداء الصلاة في باحات المسجد الأقصى، مؤكدة أن ذلك يضر بجهودها لإحياء المفاوضات في شأن وقف إطلاق النار بغزة. كما ندد فرحان حق، الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بما فعله الوزير الإسرائيلي المتطرف ووصفه بأنه «استفزاز لا يجدي