من قمة الثراء إلى قاع السجن.. قصة سام بانكمان، ملياردير العملات المشفرة الذي انهار في 5 أيام

كتب – فريق التحرير

في مشهد هزّ عالم المال والأعمال، هوت إمبراطورية مالية ضخمة بشكلٍ دراماتيكي غير مسبوق، لينقلب مسار مالكها، سام بانكمان فرايد، من ملياردير ثري إلى مجرم سجين يقضي الـ25 عامًا المقبلة خلف القضبان

ففي قصة أشبه بالدراما، تبخرت مليارات الدولارات في واحدة من أكبر عمليات الاحتيال التي يشهدها العالم، تاركةً الملياردير الشاب فقيرًا ولصًا مدانًا من قبل القضاء الأمريكي

بدأت القصة مع انهيار شركة “أف تي أكس” في أواخر عام 2022، وهي واحدة من أكبر وأشهر منصات تداول العملات الرقمية المشفرة على مستوى العالم، والتي كان يملكها سام بانكمان فرايد

ومع بدء تبخر المليارات من البورصة التي يديرها، والتي تتخذ من وادي السيليكون في ولاية كاليفورنيا الأمريكية مقرًا لها، بدأ فرايد بالتهاوي

وكانت شرارة الانهيار قد انطلقت يوم السابع من نوفمبر 2022، عندما أعرب أحد العاملين في قطاع العملات المشفرة بصورة عابرة عبر حسابه على شبكات التواصل الاجتماعي عن احتمالية مواجهة بورصة “أف تي إكس” بعض المتاعب المالية

وتسببت تغريدة من أحد منافسي “سام بانكمان فرايد” مؤسس منصة “أف تي أكس” لتداول العملات الرقمية، في موجة هلع بين المستثمرين الذين سحبوا أموالهم من الشركة خلال ساعات قليلة خوفًا من ضياعها

وأدت هذه التغريدة إلى انهيار إمبراطوريته المالية خلال 5 أيام فقط، حيث خسر مليارات الدولارات، بالإضافة إلى أكثر من 8 مليارات دولار من أموال العملاء

وكان “بانكمان” قد أصبح مليارديراً في وقت قصير جداً، حيث تقدر التقارير ثروته بـ 26 مليار دولار، وظهر على أغلفة المجلات، وتمكن من تحقيق نفوذ سياسي كبير

ولكن سرعان ما انهارت إمبراطورية “بانكمان” المالية، وبدأ القضاء الأمريكي النظر في قضية “بانكمان” من أجل البت في أمره واستنتاج إن كان قد ارتكب جرائم مالية أم لا، حيث يتم التحقيق معه بارتكاب العديد من الجرائم المالية بما في ذلك الاحتيال عبر الإنترنت، وتزوير الأوراق المالية، وغسيل الأموال

وأدى انهيار شركة “أف تي أكس” في أواخر عام 2022 إلى خسارة العملاء والمستثمرين والمقرضين أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي، وهي الأموال التي اختلسها بانكمان لتغطيته ونفقاته الخاصة وفرض سيطرته على صناعة العملات المشفرة

وكان بانكمان قد واجه عقوبة تصل في حدها الأقصى إلى السجن 110 أعوام، لكن المحكمة أخذت بعين الاعتبار أن جزءًا من الأموال التي اختلسها سيُعاد إلى أصحابها

وكان بانكمان قد أسس شركة “ألاميدا” وهو في الخامسة والعشرين من العمر، وهي شركة استثمار في العملات المشفرة، وفي غضون ثلاثة أسابيع فقط ربحت الشركة نحو 20 مليون دولار، وفقا للتقارير الأمريكية

وفي عام 2019، أسس سام بانكمان شركة “إف تي إكس” وبورصة عملات مشفرة مقرها هونغ كونغ، وحقق حجم تداول 300 مليون دولار يومياً خلال أشهر قليلة، ليظهر لأول مرة في قوائم الأثرياء عام 2021 بثروة 22.5 مليار دولار

في أول تصريحات له بعد صدور حكم بسجنه 25 عامًا، قال سام بانكمان، إنه لم يكن يعتقد أبدًا أن ما كان يفعله كان “غير قانوني

ونُشرت تصريحات بانكمان في مقابلة مع شبكة “أي بي سي” الأمريكية، حيث أضاف أنه لم يتوقع أبدًا أن أفعاله يمكن أن تُعدّ مخالفة للقانون

وتابع بانكمان: “حاولتُ أن أضع نفسي على مستوى عالٍ، وبالتأكيد لم أتمكن من ذلك

وعن شعوره بعد الحكم، قال بانكمان: “يطاردني كل يوم ما ضاع. لم أقصد إيذاء أحد أو أخذ أموال أي شخص

وأضاف: “كنت الرئيس التنفيذي لشركة اف تي أكس، وكنت مسؤولاً عما حدث للشركة، وعندما تكون مسؤولاً فليس من المهم البحث في سبب تدهور الأمور

Who

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com