قتلا وحرقا بدون أدنى تردد أو ندم واليوم يطالبان بالعفو والمحكمة تتساهل

                        قصة حقيقية جرت أحداثها في مدينة أنكاستر الكندية

 ميلارد  و  سميتش من مجرد مشترين لشاحنة صغيرة إلى مخرجين لأبشع أنواع روايات الرعب

عندما يقتل الشاب المليونير والده الثري ويدعى أنه انتحر .. إلا أن القدر يتدخل ليكشف الجريمة

أنكاستر -هاميلتون –– خالد سلامة

غضب عارم يسود أهالي الضحايا وبعض العاملين بالقانون على السواء بعد أن أقدمت المحكمة العليا على سماع طلب بالعفو من اثنين من القتلة الذين سرقوا دون حاجة وقتلوا دون سبب وحرقوا الجثث الآدمية كما يحرقون الحيوانات النافقة في المحارق المخصصة لذلك وبعد أن اعتقد أهالي الضحايا أن العدالة تحققت بالحكم علي القاتيلين بأحكام بالسجن مدى الحياة لمدد متتالية تتبخر اليوم كل أحلام العدالة وتهتز الثقة في النظام القانوني الكندي الذي يمكن المحامين من فتح الثغرات بقوة المال وبحجة الرأفة حيث لا تجوز الرأفة على الإطلاق

ولأن الجريمة الكاملة ربما لم تتشكل بعد فإن هذه القضية التي راح ضحيتها اثنان إحداهما صديقة أحد القاتلين قد وجدت طريقها للمحاكم ..

قضية بشعة راح ضحيتها ثلاثة من الضحايا واحدة هي صديقة أو حبيبة أحد القاتلين البشعين أما الضحية الثالثة فهو والد القاتل الرئيسي الغني المليونير واين ميلارد الذي لم تنجح أمواله سوى في تربية قاتل عتيد لايرحم إنسان ولا جماد ولا حيوان واليوم تعود القضية مرة أخرى للمحاكم بعد عشر سنوات فقط من الجريميتين البشعتين بسبب غريب وهو أن المحكمة العليا ترى أن الحكم على القتلة بأكثر من سجن مدى الحياة هو ” حكم قاسي” ونست المحكمة كيف أن أحد القاتلين قتل أباه الذي تخطى السبعين من عمره برصاصة استقرت في جمجته وصور القاتل جريمته على أنها انتحار.. منتهى البشاعة

اليوم سنحكي قصة واحدة من سلسلة الجرائم التي ” تم فقط الكشف عنها ” ومن المؤكد أن هناك جرائم أخرى ارتكبها الشقيان لم تعرف طريقها للنور بعد .. ربما

كثيرمنا يرغب في بيع سيارته المستعملة بسرعة  سواء في ساعات الصباح الأولى أو في أي وقت من اليوم، ، ولكن هذه القصة ستكون كافية تماما لإقناعك بعدم محاولة بيع سيارتك في الليل

تعود القصة الحقيقية إلى 6 مايو 2013 ( قبل حوالي عشر سنوات) عندما كان رجل يدعى ” تيم بوزما  من منطقة أنكاستر التي تبعد عن تورنتو قرابة ساعة ، يرغب في بيع شاحنته الصغيرة التي وضع إعلانا لبيعها على الإنترنت، وفي هذا اليوم تلقى بوزما اتصالا من شخص يدعى ميلارد يخبره أنه سيأتي هو وصديق له يدعى مارك سميتش لرؤية الشاحنة حيث يرغبا في شرائها .

انتظر بوزما وصول الرجلين بعد العصر ولكنهما تأخرا كثيرا، وعندما أشارت عقارب الساعة إلى الثامنة مساء كان يتعين على بوزما وزوجته الشابة أن يضعا ابنتيهما الصغيرة في السرير لتنام وتذهب للمدرسة مبكرا وبالفعل حمل بوزما ابنته بحنان ووضعها في سريرها لتنام قريرة العين

                                                  تأخر المشترين

نظر بوزما في ساعته التي أشارت إلى الثامنة والنصف ثم سأل زوجته، لو حضر الرجلان لرؤية السيارة الآن هل أذهب معهما لتجربة السيارة أم نؤجل هذا الموضوع، فأجابته زوجته بأنه يستحسن أن يذهب معهما لتجربة السيارة بسرعة وتعود، وبهذا نضمن أن السيارة ستعود – بدلا من أن يكون الرجلان لديهما نية لسرقة السيارة –

بالفعل ظهر ميلارد وميتش أمام الباب وكان الليل قد حل ومن الصعب رؤية معالم السيارة من الخارج فطلبا من بوزما أن يذهبوا لتجربة السيارة  فذهب معهم بوزما بالفعل، وبينما كان بوزما يستعد لدخول شاحنته على مخرج جراج المنزل كانت زوجته تتابع السيارة وهي تتحرك ببطئ وبجانبها احدى جاراتها التي نظرت إليها وقالت لها باسمة، ربما تكون هذه آخر مرة نرى فيها بوزما.

                                        مزاح الجارة

لم تكن الجارة تدري أن هذه بالفعل آخر مرة سيرون فيها بوزما الذي تأخر كثيرا وقلقت عليه زوجته فاتصلت به على هاتفه الجوال عدة مرات لكنه لم يرد فأرسلت له رسالة نصية ولكن أيا من تلك الرسائل لم تصل إلى هاتفه ولم يرد عليها بوزما.

انتصف الليل فخرجت زوجة بوزما تبحث عنه في كل مكان فربما يكون وقع حادث للسيارة وحدث له مكروه ولكن كافة جهودها في البحث باءت بالفشل لتبلغ الشرطة التي بحثت وقامت بعمل نشرة ودعت من يعرف شيئا عن السيارة وراكبيها إلى الاتصال بالشرطة للإدلاء بأية معلومات لديهم.

                                 أبشع قصص الرعب في جريمة واحدة

 ما حدث تلك الليلة لم تتضح تفاصيله بالكامل ولكن الثابت أن كلا من ميلارد وميتش أطلقا النار على بوزما داخل السيارة ثم قادا السيارة إلى مأوى للطائرات الصغيرة يملكه ميتش، حيث قاما بإنزال الجثة من الشاحنة ثم ذهبا بها ليجلبا ” محرقة كبيرة متحركة ” تم قطرها بالشاحنة إلى حيث حظيرة الطائرات المذكورة، حيث تستخدم تلك المحرقة لحرق الحيوانات النافقة، ثم قام الرجلان بحرق جثة بوزما في تلك المحرقة، وبعد أن لاحظا أن هناك دماء على كراسي الشاحنة قطعا تلك الأجزاء وألقياها في المحرقة ثم قاد ميلارد السيارة ووضعها في تريلر ” حاوية مغلقة” وقام بقطر الحاوية وركنها في مدخل جراج منزل والدته حتى لا يرى أحد تلك السيارة ويعتقد أن قام بذلك بعد حوالى 24 ساعة من حرق جثة بوزما                            

ميلارد وميتش القاتلان ، ظنا أنهما بحرق الجثة وإخفاء السيارة سيمحوان معالم الجريمة وتذهب الأدلة للأبد كما ذهبت جثة بوزما في النار، وحتى يضمنا عدم ملاحظة أحد للسيارة قام ميلارد صاحب حظيرة الطائرات بإرسالة رسالة نصية من هاتفه إلى الموظفين العاملين لديه في حظيرة الطائرات قال لهم فيها بالنص ” هناك بعض الأمور الخاصة المتعلقة بتنظيم العمل في حظيرة الطائرات سيتم مناقشتها اليوم، لذا نطلب منكم عدم الحضور للعمل اليوم وعدم دخول أحد للحظيرة على الإطلاق حتى لو لثانية واحدة وحتى إن كان الغرض التقاط غرض شخصي من الداخل “

                                                  الجريمة الكاملة .. لم تولد بعد

أحد العاملين في الحظيرة تلقى الرسالة النصية بعد أن وصل بالفعل إلى الموقع، وبينما يقرأ الرسالة ا لنصية بهاتفه المحمول استرعى انتباهه الشاحنة ” الغريبة” التي كانت لازالت هناك فالتقط الموظف صورة الشاحنة ثم عاد أدراجه حتى لا يغضب ميلارد رئيسه في العمل.

ولأن أنكاستر مدينة صغيرة، انتشر خبر البحث عن بوزما وشاحنته بسرعة وعلم ا لموظف أن الشاحنة تعود لبوزما الذي تبحث الشرطة عنه، لم يتردد الشخص، أرسل صورة الشاحنة إلى الشرطة التي تابعت الموقف وقبضت على ميلارد وحددت مكان الشاحنة التي أخفاها القاتلان أمام منزل والدة الأول

خضع المشتبه بهما لتحقيقات الشرطة  خاصة وأن الشرطة ومعمل التحاليل الجنائية استطاع اثبات أنه تم إطلاق النار على بوزما عن قرب وقتله داخل السيارة حيث انتشرت دماء القتيل الذي تم إخراجه من السيارة وإحضار محرقة الحيوانات وحرق الجثة ورغم ذلك لم يعترف بفعليتهما لا في التحقيق ولا أمام المحكمة .

الشرطة والتحقيقات استطاعت كشف المزيد من الدلائل التي تدين ميلارد وميتش الذي أطلق النار على بوزما في السيارة منها شهادة احدى عشيقات القاتلين بالإضافة إلى خطابات وجهها أحد القتلة لصديقته يريدها أن تغير شهادتها أو تجد شاهدا يفسد القضية بالإضافة إلى تسجيلات من كاميرا مراقبة تظهر سيارة القتيل وهي تقطر المحرقة المتنقلة في حظيرة الطائرات

بعد كل ما تقدم .. لا ننصحك أبدا ببيع سيارتك في الليل ، كما ننصحك بعدم استقبال أشخاص لا تعرفهم في الليل و كما قال المثل العربي دائما : كنا حريصا دائما عندما تتعامل مع من لا تعرفهم عن قرب

Who

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com