الكورونا تنقل وسواس ” القبح” من الفنانين للمشاهدين

خالد سلامة – أخبار كندا

سمعنا كثيرا عن ممثلات كن في منتهى الجمال والجاذبية لجأن لإجراء عمليات تجميل وتعديل في الأنف والفم والحواجب وغيرها ليتحول جمالهن إلى قبح مرة واحدة بسبب النتائج الكارثية لعمليات التجميل التي دفعن فيها الآلاف ليخسروا جمالهم للأبد

من هؤلاء من تسابقن على ألقاب ملكات الجمال في العالم العربي والعالم ورغم اتفاق الجميع على أنهم كانوا في منتهى الجمال بالفعل إلا أن معظمهن لم يقنعن بجمالهم الطبيعي ولجأن لتعديل ( الخلقة) تحت مسمي التجميل

كثير من يعتقد أن لجوء الممثلات والفنانات لعمليات التجميل هو مجرد طقس يأتي لمواكبة الوسط الذي يعشن فيه لكن الدراسات تظهر شيئا آخر تماما وهو أن إقبال هؤلاء على عمليات التجميل لاينبع من تفاخر أو مجاراة للموضة ولكنه قد يشبه ” المرض”

نعم يشبه المرض ولكنه ليس مرضا عضويا بقدر ما يمكن أن يقترب من كونه مرضا نفسيا أو نوع من الوسواس الذي يطلق عليه ” تضخيم القبح” وهو وسواس لاحظه المختصون أساسا لدى الممثلين والفنانين ومن يظهر كثيرا على شاشات التليفزيون مثل المذيعين المشهورين مثلا

لكن ما هو هذا وسواس تضخيم القبح هذا؟ إنه ببساطة يبدأ عندما يلاحظ الشخص نفسه على الشاشة ( يشاهد نفسه سواء في الفيلم أو المسلسل أو إعادة برنامج إو حتى خلال الاستعداد للتصوير) ويبدأ الشخص في التدقيق في ملامح وجهه للتأكد أنه على مايرام وفي لحظة فاصلة يبدأ الشخص هذا في التركيز على قطعة معينة من الوجه قد تكون الشفاه أو الأنف أو الحواجب أو الخدود أو الجبهة أو الذقن أو الأسنان أو حتى الأذن

لاحظوا معي أن وسواس تضخيم القبح لا يركز على الشعر إلا فيما ندر مثل حالة ( ف أ ) مثلا مذيع الجزيرة الذي ركز على ( قرعته ) فزرع شعرا

عادة يأتي وسواس تضخيم القبح في أجزاء من الوجه تستلزم تدخل جراحي من جراحات التجميل فإن بدأ تركيز الشخص على رفضه لمنظر أو شكل أنفه أو شفتاه فسوف يتحول هذا التركيز إلى وسواس مرضي في كل مرة ينظر فيه الشخص في المرآة لايرى إلا هذا العيب الذي يتضخم تدريجيا في نفسه وعقله مما يدفعه للبحث عن ( التجميل)

في الوسط الفني المصري عدة أمثلة منها مثال لفنانة شابة كانت ملكة جمال وصغيرة السن ( في عز شبابها) وكانت اسما على مسمى لكنها شيئا ما تسلط عليها .. لم يعجبها منظر أنفها فأجرت له جراحة تجميل .. لم تعجبها لأن الجراحة حولته من أنف متناسق مع وجهها إلى أنف غير متناسق .. فأجرت جراحة أخرى وثالثة

( الحورية) لم تفقد جمالها فقط ولكنها أيضا فقدت قدرتها على الكلام بطريقتها الأصلية وتحول صوتها للأسف تحول إلى شيئ مختلف تماما تسبب في إصابتها بأزمة نفسية شديدة

التجميل فن وأسرار

بقى أن نضيف أن هذا الوسواس أصبح منذ انتشار كورونا وباء هو الآخر أصاب الآلاف من أولئك الذين أصبحوا يعتمدون في أداء أعمالهم على ” مقابلات الفيديو سواء على زووم أو غيرها من منصات الفيديو: مما دفعهم إلى التكالب على جراحي التجميل بعد أن أصبحوا كل يوم يركزون على جزء من وجوههم يرغبون في تغييره

احذروا وسواس تضخيم القبح فقد لا تستطيعون تجميله أو إعادته لحالته الأصلية للأبد

Who

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com